ياسر محمد- حرية برس:
شبّه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، محافظة إدلب بـ”قطاع غزة”، وذلك في مقال نشره أمس، قائلاً إن 3.5 مليون شخص باتوا محاصرين فيها وتركهم العالم لمصيرهم. وفي سياق قريب قالت روسيا إن تركيا ستتولى مهمة القضاء على تنظيمات متشددة تعيق تنفيذ اتفاق إدلب (خصوصاً حول الطريق الدولي إم4)، وأكدت موسكو أن الوضع هادئ في إدلب الآن ولا وجود لعمليات عسكرية كبيرة فيها.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو في مقال له نشرته صحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية، بعنوان: “تقاعس الاتحاد الأوروبي عن ملف اللاجئين السوريين وصمة عار في جبين الإنسانية”، إنه “بعد 9 سنوات من بدء الصراع في سوريا، تحولت إدلب إلى قطاع غزة جديد، حيث ترك نحو 3.5 مليون شخص يواجهون مصيرهم”.
وأردف: “إذا لم نستطع منع هذه الكوارث في مصدرها فالكل سيعاني، وبالتالي الحلقة الأخيرة من الأحداث التي بدأت مع تفجر الحرب السورية، أظهرت عدم إدراك الاتحاد الأوروبي بشكل تام للقضية، وعدم قدرته على قطع مسافة قيد أنملة فيما يتعلق بإيجاد حلول لها”.
إلى ذلك، وبعد قصر دورية روسية- تركية للمرة الثانية على الطريق الدولي (إم4 حلب- اللاذقية)، بسبب “وجود تهديدات أمنية” وفق مصدر روسي، قال ما يسمى “مركز المصالحة الروسي” في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، إن تركيا تعهدت بحماية الطريق الدولي حلب- اللاذقية. (M4) ومحاربة “الجماعات المتطرفة” في المنطقة
وتزامن ذلك مع تسيير الدورية الثانية المشتركة بين روسيا وتركيا على الطريق الدولي، اليوم الاثنين، لكن طريق الدورية كان مختصراً بسبب “مخاوف أمنية”.
وقال مركز المصالحة: إن “الجانب التركي تعهد في المستقبل القريب بتنفيذ إجراءات لتحييد الجماعات المتطرفة، التي تعيق حركة الدوريات المشتركة على الطريق الدولي”.
وكان تسيير الدوريات واجه رفضاً شعبياً من قبل مدنيين وعسكريين في إدلب، نظموا اعتصاماً مفتوحاً على الطريق لمنع مرور الدوريات الروسية، كما تعرضت دورية تركية الأسبوع الماضي لهجوم من جماعة متطرفة أدى لمقتل جنديين تركيين وجرح آخر.
وفي تصريح لافت، قال الكرملين اليوم الإثنين، إن الوضع في إدلب “مستقر” ولا يوجد عمل عسكري الآن.
ونقلت صحيفة “عنب بلدي” عن وكالة “تاس” الروسية اليوم الإثنين، قول الناطق باسم الكرميلن ديمتري بيسكوف: إنه “لا يوجد عمل عسكري في سوريا الآن، والوضع في إدلب استقر بعد اتفاقيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأضاف بيسكوف أن “الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا جارية حالياً على الطريق الدولي حلب- اللاذقية، وهذا يدفع إلى القول إنه لا يوجد عمل عسكري في المنطقة”.
وكان الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اتفقا في 5 من الشهر الحالي، على وقف إطلاق النار في إدلب وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (إم4) الواصل بين حلب واللاذقية، إلا أن الوضع لا يبدو مقنعاً للثوار السوريين، إذ جاء الاتفاق بعد خسارة مساحات شاسعة من محافظة إدلب (من مورك وخان شيخون حتى سراقب مروراً بمعرة النعمان وأجزاء واسعة من جبل الزاوية)، إلا أن تركيا حليفة المعارضة السورية تقول إنها لم تتخلَّ عن طلبها انسحاب قوات النظام والميليشيات إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في مورك، أي الانسحاب من جميع المناطق التي احتلتها في محافظة إدلب في الأشهر الأخيرة.
عذراً التعليقات مغلقة