ياسر محمد- حرية برس:
أعادت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من كارثة قد تضرب مخيمات اللاجئين السوريين في حال وصول فيروس “كورونا” المستجد إليها، خاصة مع انعدام وسائل الوقاية، إلا أن منظمات صحية قالت إنها اتخذت إجراءات مبكرة لاحتواء الموقف.
وفي التفاصيل، قال نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، لوكالة رويترز، إن هناك عدداً كبيراً من السكان مهددون في مخيمات اللاجئين والمناطق العشوائية.
وأضاف أنه “بالنظر إلى ما حدث في الصين أو حتى إيران فمن المتوقع اكتشاف عدد كبير من الحالات”، مشيراً إلى أنهم يستعدون للتعامل على حسب الوضع.
وتواجه منطقة إدلب وما حولها التي تسيطر عليها المعارضة، أزمة إنسانية كبيرة في ظل نزوح قرابة المليون شخص بسبب هجمات قوات النظام المدعومة من روسيا وتدميرها البنى التحتية وإجبار السكان على النزوح.
وزعم وزير الصحة في نظام الأسد، نزار يازجي، أنه لا إصابات في مناطق سيطرة النظام، علماً أن وسائل إعلام وأطباء تحدثوا عن مئات الوفيات وآلاف الإصابات، وأمس الخميس أعلنت حكومة الأسد منع دخول الأجانب، بعد إغلاق المدارس والمتنزهات والمطاعم وغيرها من المؤسسات العامة.
وفي خطوة تدل على تكذيب نظام الأسد، أغلقت ميليشيا “قسد” المسيطرة على شرق سوريا المعابر مع النظام، وقال غسان اليوسف، رئيس المجلس المدني لمحافظة دير الزور، إنهم اتخذوا قراراً بإغلاق الممرات مع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وأشار اليوسف إلى مخاوف من انتقال الفيروس من المنطقة التي يسيطر عليها النظام غربي نهر الفرات خاصة الخاضعة لسيطرة جماعات مؤيدة للنظام وتدعمها إيران وينتمي أفرادها لبلدان يتفشى فيها الفيروس.
ومنعت الإدارة التي يقودها الأكراد الانتقالات بين البلدات الواقعة في المنطقة اعتباراً من غد السبت، كما يبدأ حظر تجول اعتباراً من الإثنين القادم.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، قام “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) بتطهير الفصول الدراسية، ويخشى المسعفون في هذه المنطقة من انتشار الفيروس على نحو سريع في مخيمات النازحين المكتظة.
وفي مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لم تُرصد حتى الآن حالات إصابة بين اللاجئين الذين يُقدر عددهم بنحو مليون نسمة.
ومع معاناة النظام الصحي اللبناني بسبب الوباء، فإن الحكومة تشعر بقلق من وصول الفيروس إلى مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في البلاد، وسط دعوات لعزل المخيمات وفرض حجر عليها.
وقال وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، إن الرعاية الصحية للاجئين مسؤولية مشتركة بين لبنان ووكالات الأمم المتحدة، مؤكداً أن رد فعل المجتمع الدولي بطيء بشأن الأزمة.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا بمجتمعات اللاجئين بدأت مبكراً، وفق ما نقلت “الجزيرة نت”.
وتُجرى حالياً حملات توعية وعمليات توزيع للمواد الخاصة بالصحة العامة، إضافة إلى عمليات تجهيز أماكن إضافية ضرورية في المستشفيات لزيادة قدرتها على استيعاب مزيد من المرضى.
ويفاقم فيروس “كورونا” الصعوبات التي يعاني منها اللاجئون الذين يعيشون في فقر مدقع منذ سنوات داخل لبنان، ويقول موظفو الإغاثة إن اللاجئين لا يجدون ماء يكفي لغسل أيديهم بشكل منتظم، لا سيما أنهم يحصلون على الماء في مخيماتهم فقط عبر شاحنات.
وهو ما أكده اللاجئ السوري محمد البخاس (40 عاما)، حين قال: “أعطونا توعية ووزعوا لنا كل واحد لوح صابون وهيدا ما يكفي، عم أروح ع الصيدلية، الكمامة بأربعة آلاف وسبعة آلاف (ليرة لبنانية)، ما قدرتنا نجيب”.
وأضاف البخاس، الذي فر إلى لبنان من حمص في سوريا قبل ثماني سنوات ويعيش مع زوجته وطفله، “إحنا نطلب معقم، نطلب بخاخات للمخيم، إحنا مجمع كبير وللسوريين مخيمات كبيرة، ونطلب من الأمم المتحدة، نناشد العالم يساعدونا، وقد ما فينا عم نحافظ ع نفسنا والنظافة، أكتر من هيك ما فينا”.
وفي ظل الوضع الراهن فإن الحصول على رعاية صحية قد يمثل معضلة أيضاً، لأنه إذا احتاج لاجئون دخول المستشفى فإنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الانتقال له أو تكلفة العلاج.
عذراً التعليقات مغلقة