ياسر محمد- حرية برس:
في خطوة فسرها كثيرون بالعنصرية، قررت الحكومة الأردنية عزل مخيمات السوريين على أراضيها، في مساعيها الاحترازية لوقف تمدد فيروس كورونا المستجد الذي يعصف بدول العالم جميعاً، تزامناً مع دعوات في لبنان لاتخاذ خطوات مماثلة.
وفي التفاصيل، عزلت الحكومة الأردنية مخيمات اللاجئين السوريين على أراضيها، في إطار الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد.
ونشرت وزارة الداخلية الأردنية، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، أمس الأحد، بياناً قالت فيه: إن مديرية شؤون اللاجئين السوريين التابعة للوزارة بالتعاون والتنسيق مع الحكام الإداريين، منعت الزيارات والخروج من المخيمات والاختلاط.
وسوغت الوزارة هذا الإجراء بأنه يأتي في إطار “الحرص على سلامة اللاجئين في مواجهة فيروس كورونا، وتفادياً لأي أخطار قد تهدد صحتهم، تماشياً مع أعلى المعايير الصحية المتبعة في هذا الخصوص”. وفق صحيفة “عنب بلدي”.
وأشارت الوزارة إلى أنها اتخذت منذ فترة جميع الترتيبات والإجراءات اللازمة “لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للاجئين السوريين” داخل المخيمات، بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية.
ويوجد في الأردن ثلاثة مخيمات رسمية للاجئين السوريين هي مخيمات “الزعتري، الزرقاء، المخيم الإماراتي- الأردني”.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً لدى الأمم المتحدة في الأردن حوالي 650 ألف لاجئ، يعيش نحو 67 ألف منهم في مخيم الزعتري، بحسب أحدث الإحصائيات الأممية.
وفي لبنان، ظهرت عدة دعوات لعزل مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في ظل الإجراءات المتخذة لمكافحة الوباء المستجد، جاء أبرزها على لسان سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، إذ قال يوم الجمعة الفائت، “إنه يتعين إعلان تدابير ضد المخيمات الفلسطينية والوجود السوري بلبنان، تتمثل بإغلاق المخيمات، ورفض السماح لأي كان بالدخول والخروج منها”.
وأضاف أن “مخيمات اللاجئين تحتاج لتدابير كاملة أي لا دخول ولا خروج على الإطلاق، وعلى الحكومة أن تجد الطريقة المناسبة لتأمين احتياجاتهم الأساسية الحياتية المطلوبة”.
قرارا الأردن ودعوة جعجع لقيتا الكثير من الاستهجان والرفض في أوساط اللاجئين وكذلك في أوساط الناشطين الحقوقيين.
فقد رفضت منظمة “شاهد” الحقوقية “أية دعوة إلى إغلاق المخيمات، أو أية تجمعات سكنية أخرى نهائياً أمام السكان، لأن من شأن ذلك أن يطيح بجملة واسعة من حقوق السكان المقيمين في تلك التجمعات السكنية ولا يحقق الغاية المرجوة من هذا الإغلاق”.
والجمعة أكد مستشار وزير الصحة اللبناني خضر رسلان، أنه “لا إصابات بين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين حتى الآن”.
كما أن الأردن لم تسجل أي إصابة لسوري مقيم على أراضيها، فيما أعلنت عن 12 إصابة لمواطنين أردنيين، واتخذت إجراءات تمثلت بغلق المدارس والجامعات وتقنين السفر وغيرها.
الناشط السياسي والحقوقي السوري، عمر إدلبي، رأى في قرار الأردن وتلميحات لبنان، عنصرية تُمارس ضد اللاجئين السوريين، فكتب في تغريدة على موقع “تويتر”:
“يكتشف الأردن إصابات بفيروس كورونا بين مواطنين قادمين من الخارج؛ فيعزل مخيمات اللجوء السوري!
ويكتشف لبنان إصابة مواطنين عائدين من إيران فيزداد سعار المطالبين بعزل اللاجئين السوريين!
الضمير هبة من الله، وقلة هم من حصلوا على حصة منه.
تحية لأهلنا المستضعفين في لجوئهم ومنافيهم.
Sorry Comments are closed