ياسر محمد- حرية برس:
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين التشارك في إدارة حقول النفط في محافظة دير الزور في شرق سوريا بدلاً من القوات التي يقودها الأكراد (قسد) والتي تسيطر على الحقول الآن.
وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل التي أجرى فيها محادثات: “عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها”.
وقال أردوغان إن بوتين يدرس العرض (الذي قدمه الرئيس التركي خلال المحادثات في موسكو بخصوص إدلب الأسبوع الماضي)، مضيفاً أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأضاف أردوغان: “بدلاً من الإرهابيين الذين يستفيدون هنا، ستكون لدينا الفرصة لإعادة بناء سوريا من عائدات هذا (النفط). سيكون من شأن هذا أيضاً إظهار من الذي يسعى لحماية وحدة سوريا ومن الذي يسعى للاستحواذ عليها”.
وتتسابق دول عدة للسيطرة على النفط السوري، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تسيطر على الحصة الأكبر منه، إما بشكل مباشر أو عن طريق ميليشيا “قسد” التي تدعمها وتسيطر على مناطق النفط في الجزيرة والحسكة.
وتتهم روسيا واشنطن بمحاولة فصل مناطق شرق سوريا لإقامة شبه دولة هناك.
وفي العام الماضي سحب الرئيس الأمريكي بعض القوات الأمريكية من سوريا وأبقى 600 جندي فقط، قائلاً إن القوات الأمريكية الباقية هناك ستحمي حقول النفط في شرق سوريا.
وقال ترامب في تشرين الأول عام 2019: إن “الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على أن تأخذ بعض النفط”، مضيفاً: “ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى أكبر شركاتنا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بالشكل الملائم”.
وفيما غابت ردود الأفعال الرسمية على المقترح التركي، رد تجمع للمعارضة السورية على التصريحات بشكل غير مباشر، مؤكداً أن النفط السوري يجب أن يبقى بيد السوريين من دون وصاية عليهم.
وتوجه “تكتل السوريين” إلى الأمم المتحدة والرأي العام العالمي، بعدة نقاط بخصوص النفط السوري، تتلخص في:
1-رفض الممارسات التي تغيّب الشعب السوري وتتحكم بموارده وبأرضه وحدوده.
2-تحميل المسؤولية لنظام الأسد والجهات المعارضة المرتهنة والفصائل المتشددة، مع التأكيد على تقدير مصالح الدول الاقتصادية والأمنية والقومية لشعوبها.
3-في غياب أي جهة ضامنة لمصالح السوريين في الاتفاقيات والعمليات السياسية التي تُبرم الآن، نطالب المجتمع الدولي بهيئاته الرسمية بوضع حدود واضحة للتدخل في الشأن السوري وبإعادة القرار للسوريين في تسيير أمورهم.
4-في ظل العرقلة المستمرة للعملية السياسية، نطالب المجتمع الدولي بالدفع قدماً بعملية التغيير الشامل في سوريا وفق القرارات الدولية ذات الصلة.
يذكر أن النفط السوري لم يكن يدخل ميزانية الدولة السورية، ولا يعرف السوريون شيئاً عنه، أما الآن، فإنه يقع بنسبة كبيرة تحت سيطرة الولايات المتحدة وحليفها “قسد”، فيما تسيطر روسيا وإيران على تكريره واستيراده أو تهريبه، ولا يملك نظام الأسد أو المعارضة شيئاً يذكر. فهل تكفي موافقة روسيا على مقترح تركيا علماً أن الطرفين يتحدثان عن شراكة في شيء لا يسيطران عليه فعلياً!.
عذراً التعليقات مغلقة