ياسر محمد -حرية برس:
قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم الإثنين، إن وفداً عسكرياً روسياً سيجري محادثات مع مسؤولين أتراك في أنقرة، غداً الثلاثاء، لمناقشة اتفاق توصل إليه البلدان الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب. ويقضي الاتفاق بفتح الطريق الدولي “إم4” (حلب- اللاذقية)، وتسيير دوريات تركية روسية عليه، وهو ما جعل نظام الأسد يهلل لهذا “الإنجاز” ويبدأ استعدادته لاستثمار الطريق تجارياً.
وفي التفاصيل، قالت وكالة الأناضول للأنباء إن العاصمة التركية أنقرة، ستشهد غداً الثلاثاء، اجتماعاً بين وفدين عسكريين تركي وروسي، لمتابعة وقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، اليوم الإثنين، أن الاجتماع يأتي ضمن اتفاق الهدنة، الذي توصل إليه البلدان في 5 مارس/ آذار الحالي، في العاصمة الروسية موسكو حول إدلب.
وبموجب الاتفاق، وافق الطرفان على إنشاء “ممر آمن” بالقرب من طريق “إم4” السريع (حلب- اللاذقية)، الذي يمر من شرق إدلب لغربها. وقالا إنهما سيتفقان على تفاصيل الممر خلال سبعة أيام. ومن المقرر أن تبدأ دوريات مشتركة للقوات التركية والروسية هناك في 15 مارس/ آذار الجاري.
ويمتد الممر لستة كيلومترات إلى الشمال ومثلها إلى الجنوب من طريق “إم4″، ولم يتضح ما الذي سيحدث لجيب قوات المعارضة الذي سينشأ إلى الجنوب من الطريق السريع، علماً أن قوات المعارضة هي المسيطرة في المنطقة المعنية والممتدة من قرية “النيرب” قرب سراقب حتى قرية “عين الحمرا” قرب جسر الشغور.
إلى ذلك، بدأ نظام الأسد بالترويج لأهمية الطريق “إم4” والمكاسب التي ستتحقق حال فتحه مجدداً، مؤكداً على لسان وزير في حكومة الأسد، بدء العمل على فتح الطريق.
ونقل موقع “سبوتنيك” عن وزير النقل في حكومة النظام، علي حمود، أن الوزارة أعطت التوجيهات لمؤسسة المواصلات الطرقية للمباشرة بإزالة السواتر الترابية عن طريق “إم 4” الذي بين يصل بين اللاذقية وحلب عبر سراقب تمهيداً لفتحه بأسرع وقت ممكن.
وقال وزير مواصلات الأسد في كلمة نقلها موقع “سبوتنيك” الصوت والصورة:
“من لحظة الإعلان عن تحرير طريق الـ(إم 4) الذي يصل بين اللاذقية وحلب ذو الطول 98 كم بين اللاذقية وسراقب، مباشرة أعطينا التوجيهات لمؤسسة المواصلات الطرقية للمباشرة للمباشرة بإزالة السواتر الترابية عن هذا الطريق والتمهيد لفتحه وإعادة تأهليه بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف وزير مواصلات الأسد: “اليوم بدأنا من اللاذقية باتجاه كفرية بطول 28 كم (طول الطريق الإجمالي 98 كم)”، زاعماً أن فتح الطريق بالكامل “سيؤدي إلى إطلاق حركة اقتصادية كبيرة بين مرفأ اللاذقية وحلب المدينة الصناعية”.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن الأنشطة العسكرية كافة ستتوقف على طول خط التماس بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، اعتباراً من منتصف ليل الخميس/ الجمعة (6 آذار).
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن “دوريات تركية وروسية ستنطلق في 15 مارس على امتداد الطريق البري “إم 4″ بين منطقتي ترنبة (غرب سراقب) وعين الحور (قرب جسر الشغور)”.
وليس معروفاً لحد الآن تفاصيل استخدام الطرق الدولية التي أصبحت في هذه الحالة مفتوحة أمام نظام الأسد، فهل سيسمح له باستغلالها اقتصادياً وعسكرياً؟ أم أنها ستبقى في أيدي الضامنين (تركيا وروسيا) يغلقونها ويفتحونها وفق المصالح ومقتضيات إدارة المعركة!.
عذراً التعليقات مغلقة