لماذا أهلت إيران “المستشفى الإسرائيلي” في القنيطرة؟

فريق التحرير8 مارس 2020Last Update :
القنيطرة – أرشيف

تعتبر منطقة “مثلث الموت” إحدى أهم المناطق الاستراتيجية جنوب سوريا، إذ تربط المحافظات السورية الجنوبية -ريف دمشق، القنيطرة، ودرعا- عبر مجموعة من القرى على شكل مثلث، وظهرت الأطماع الإيرانية في المنطقة بشكلٍ واضحٍ بعد نهاية العمليات العسكرية بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة بالمليشيات الإيرانية في شباط/فبراير 2015، إذ استولى لواء فاطميون الإيراني، على تلول فاطمة الاستراتيجية بريف القنيطرة.

وتعتبر تلول فاطمة إحدى أكبر التلال الاستراتيجية في المنطقة بعد تل الحارة شمال درعا، إلى جانب تل الشعار ثاني أهم النقاط العسكرية في القنيطرة، والذي اتخذته حزب الله اللبناني مقراً عسكرياً له، قبل أن يضطر تحت ضربات الطيران الإسرائيلي لتقليص تواجده العسكري إلى التواجد الأمني فقط، بحسب مصادر عسكرية، لـ”أنا برس”. 

وتكمن أهمية تلول فاطمة في كونها تمثل بعداً دينياً للمليشيات الإيرانية، التي تعتبرها مرجعاً لفاطمة الزهراء بسبب إسمها، وتروى قصصٌ عن مرور فاطمة الزهراء من هذه التلال، أما من ناحية عسكرية تكمن أهميتها في كونها تبعد قرابة 15 كيلومتراً عن حدود الجولان المحتل.

تلول فاطمة الاستراتيجية

سبق توقيع اتفاقية المصالحة في منطقة مثلث الموت وريف القنيطرة في تموز/يوليو 2018 تفاهماتٌ روسية – إسرائيلية، بشأن إبعاد المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني عن حدود الجولان المحتل مسافة 52 كيلومتراً، ما أجبر المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني على الانسحاب من المنطقة التي خضعت لسيطرتهم منذ مطلع العام 2015، لعدة أشهر، بإستثناء نقطة وحيدة، رفضت تلك المليشيات الانسحاب منها.

إذ رفضت تلك المليشيات الانسحاب من تلول فاطمة في منطقة مثلث الموت، كونها تحوي على المستشفى الإسرائيلي، الذي كانت تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، والذي تم كشف النقاب عنه في عام 2005، ومن ثم جرى تحويله إلى نقطة عسكرية تتبع للواء 90 شكلياً، بحسب مصادر خاصة، لـ”أنا برس”.

وبحسب مصدرٍ عسكري عمل قبل الثورة في اللواء 90، فإن “التواجد الإيراني في تلول فاطمة يعود لما قبل الثورة السورية”، إذ “عزز الحرس الثوري الإيراني قبل سنوات من الثورة تلول فاطمة بمنصات صاروخية، كما دشن مهبط للمروحيات العسكرية”.

وأضاف المصدر، الذي طلب من “أنا برس” عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية “كانت قيادات عسكرية بارزة من الجيش السوري والمخابرات الجوية تأتي إلى المنطقة وتقوم باستكشافها [في الفترة الممتدة من 2004 وحتى 2006]، حيث كانت المنطقة تحت إشراف مباشر من اللواء زهير الأسد ضابط عمليات اللواء 90 آنذاك، الذي أصبح حالياً قائد أركان الفرقة السابعة في ريف دمشق”.

بالإضافة إلى ما سبق، تعد تلول فاطمة إحدى أكبر التجمعات العسكرية للمليشيات الإيرانية، إذ ينتشر فيها كلٌ من: حزب الله اللبناني، لواء فاطميون، حركة النجباء، وفرقة المهدي شيراز الصاروخية، وهو ما جعلها تعد بمثابة غرفة عمليات مركزية للمليشيات الإيرانية قبل توقيع المصالحات في تموز/يوليو 2018، بالإضافة إلى أنها كانت مقراً للقيادي في حزب الله اللبناني الحاج أبو عبد الله، لبناني الجنسية، والذي قاد العمليات العسكرية في المنطقة حينها، بحسب مصدر محلي من المنطقة.

وقاد الحاج أبو عبد الله العمليات العسكرية في مدينة القصير بريف حمص عام 2013، كما شغل منصب مسؤول حماية المراقد الدينية في حزب الله جنوب سوريا، بعد وصوله إلى جنوب سوريا عام 2014، لقيادة العمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة في منطقة مثلث الموت، وما يزال حتى اللحظة يدير العمليات العسكرية في المنطقة.

وأضاف المصدر، “في نهاية العام الماضي نشرت فرقة المهدي شيراز الصاروخية منصات صواريخ، من بينها منصات صواريخ زلزال، التي يشرف عليها الحاج أبو العباس، أحد القيادات العسكرية لحزب الله في مثلث الموت”.

كما يستخدم الحرس الثوري الإيراني تلول فاطمة كقاعدة عسكرية مؤقتة، إذ لا يحاول الثبات فيها بشكلٍ كامل، إنما يتواجد فيها من أجل الضغط على إسرائيل عند حدوث ضربات إسرائيلية للمصالح الإيرانية، كونها تبعد مسافة 15 كيلومتراً عن حدود الجولان المحتل.

تأهيل “المستشفى الإسرائيلي

تالياً، “بعد عام 2015 أصبح “المستشفى الإسرائيلي” داخل تلول فاطمة محط التواجد العسكري الإيراني، وتحديداً فيلق القدس وقوات المهدي شيراز الصاروخية بحسب المصدر العسكري.

ووفقاً لمصادر محلية من أهالي المنطقة، فإن قوات النظام تعمل منذ نهاية العام 2018 على تأهيل تلول فاطمة بشكلٍ كبير وغير معلن، حيث أجرت تدشيمات كبيرة، وجلبت تعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى المنطقة.

وهو ما يؤكده أيضاً مصدر طبي من مستشفى أباظة في القنيطرة، “في نهاية عام 2019 قام النظام بتأهيل نقطة طبية في التلول، وذلك تحسباً لأي استهداف مباشر للعناصر والقيادات العسكرية المنتشرة في التلول من قبل الاحتلال الاسرائيلي، نظراً لصعوبة نقل الجرحى وبعد النقاط الطبية في المنطقة”.

وأضاف المصدر الطبي، الذي طلب من “أنا برس” عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية “النقطة الطبية لم تكن بحاجة تأهيل كبير، هي كانت فقط بحاجة بعض المعدات الطبية”.

المصدر: ANA PRESS العربي

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل