المخدرات الإيرانية تغزو البصرة.. ماذا تبقى من أسلحة طهران لتدمير العراق؟

فريق التحرير17 أغسطس 2016آخر تحديث :

الجيش العراقي المخدرات
تكافح القوات العراقية، على الجبهة الشمالية، في معارك دموية تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة هناك، لكن في الجنوب هناك معركة من نوع آخر مصدرها إيران.
وتكافح قوات عراقية في مدينة البصرة ذات الأغلبية الشيعية كميات كبيرة من المخدرات التي غالبا ما تتسلل إلى العراق عبر الحدود، وتسببت مؤخرا في تحول مراهقين كثيرين من تناول مشروبات كحولية إلى تناول مسحوق أبيض بات يحظى بشعبية كبيرة في المدينة.

وكل سبت تصطف نساء يرتدين الملابس السوداء التقليدية في صفوف أمام مركز شرطة البصرة الذي يضم قوة مكافحة المخدرات لمعرفة مصير أبنائهن.

ويرأس قوة مكافحة المخدرات ثلاثة ضباط يحاولون بشتى السبل السيطرة على رقعة من التجار تتسع كل يوم. ويركز الضباط جهودهم على التجار الصغار أو متوسطي الحجم لعدم توافر ميزانية أو تسليح كافيين لمواجهة كبار المهربين.

وداخل المركز، شاهد مراسل صحيفة “الغارديان” البريطانية 300 شخص مكدسين داخل 3 غرف احتجاز تناثرت في أركانها أسرة معدنية، بينما تمددت على الأرض أجساد المحتجزين شبه العارية والمقيدة من الرأس إلى القدمين.

وتختلط رائحة الصرف الصحي بروائح العرق في أجواء الزنزانة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، اجتاح وباء المخدرات مدينة البصرة عبر مسحوق الميثامفيتامين الذي يتم إنتاجه في إيران قبل تهريبه بكميات كبيرة عبر الحدود.

ويقول مسؤولون أمنيون إن الاستهلاك يتضاعف عاما بعد عام، مستهدفا بشكل أساسي مناطق عشوائية يسكنها الفقراء وتخضع لسيطرة ميليشيات الحشد الشعبي.

ولا يحلم نجم، أحد المسؤولين الثلاثة عن مكافحة المخدرات، الذي يجلس في غرفة متواضعة في الدور الأسفل من المركز، باعتقال “الكبار”، لكن هدفه يتركز على رجال مثل عبدالله، تاجر المخدرات الذي ينهمك كل ليلة في بيع “الكرستال الإيراني”.

ويقيم عبدالله، مع أفراد آخرين من عصابته في منطقة شيدت حديثا في شمال البصرة، حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات كي يشكلا ممر “المياه الخضراء” شديدة التلوث في نهر شط العرب الذي يفصل العراق عن إيران.

وقبل تجارة المخدرات، كان النفط يهيمن على سوق التهريب. وتمكن عبدالله مع رجاله عبر سنوات من بناء سمعة كعصابة شرسة تحظى بحنكة التجار.

ونمت هذه السمعة عبر تجارة عبدالله في النفط، بعد انتهاء الاحتلال البريطاني للبصرة، بينما اتجه آخرون ليصبحوا قادة في الميليشيات المهيمنة على المدينة.

وقال عبدالله “لا أحد يهرب النفط اليوم. الكرستال الإيراني هو النفط الجديد”.

وكان تاجر المخدرات المتمرس يستعد في ساعة متأخرة من الليل لاستقبال أول زبائنه الذين يدخنون المسحوق الأبيض في غليون بدائي مصنوع من مصباح إنارة بيد من القش المقوى.

ودفعت القيود على المشروبات الكحولية من قبل الميليشيات المتشددة لاتجاه الشباب إلى منتج أرخص. ويبلغ سعر الغرام الواحد من مسحوق “الكرستال الإيراني” 13 دولارا، أي ما يعادل أقل من 4 زجاجات من البيرة.

وبعض العشوائيات في البصرة أماكن خطرة بالنسبة للشرطة.

ويدير نجم مجموعة من المحققين يعتمدون على شبكة واسعة من المخبرين السريين.

وقال نجم، “البعض يقوم بذلك انطلاقا من وازع ديني، وآخرون يريدون إيذاء تجار منافسين لهم، لكن الأغلبية تمنحنا المعلومات مقابل المال”.

وعمليات التجسس عشوائية أيضا. ويقول نجم “نحن نشاهد الأفلام الأميركية كي نتعلم منها، لكني أحلم أن تتوفر لنا نفس إمكانيات الشرطة الأميركية التي تظهر في هذه الأفلام”.

وقال “عندما نحصل على اسم أحد التجار نتنكر ونشتري منه نصف كيلوغرام وندعه يذهب، وبعد أسبوع نتصل به ونشتري كيلوغراما آخر وندعه يذهب أيضا، ثم ننتظر شهرا قبل أن نتصل به مرة أخرى كي نشتري منه 10 كيلوغرامات، وعندها نلقي القبض عليه”.

* المصدر: “العرب”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل