فايروس التنمر

فريق التحرير2 مارس 2020آخر تحديث :
(صورة تعبيرية)

عُلا صائم الدهر – حرية برس:

إنه فايروس خطير، فايروس التنمر، أطلقت عليه اسمًا كهذا بسبب عدوته اللئيمة بين أفراد المجتمع، وقد أصبح كثيرون يتداولونه كمزحةٍ أو كطريقةٍ للترفيهِ عن النفس!

يعاني ربع مليار طفل حول العالم من التنمر، ومعظم هؤلاء من فئة الأطفال دون سن السادسة عشر، وأدّى ذلك إلى حالات انتحار كثيرة وخلق عداوات بين الأطفال في المدارس وفي الأحياء، ويعد سبباً رئيسياً في انعدام الثقة لدى الأطفال واندلاع المشاكل التي تؤدي غالبًا إلى القتل ..

صادفت في طريقي إلى المعهد طفلاً يبيع حبات الشوكولاة في أحد الأحياء الشعبية الأردنية، طلب مني حينها أن أشتري حبة شوكولاة بسعر “عشرة قروش” متوسلًا، أحسستُ بنظرته أنه يقول لي اشترِ مني أرجوكِ فقد تعبت منذ الصباح، دفعني فضولي الصحفي إلى أن أفتح معه نقاشًا حول حياته، وما الذي دفعه لأن يترك مدرسته ويجلس هنا ليبيع هذه الشوكولاة.

لمسَ قلبي بكلماته المرتجفة من البرد، يعاني (سالم) من الفقر القاهر أولًا، ومن التنمر الشديد بسبب لون بشرته السمراء ثانيًا، قال لي أنه يريد أن يخلَص هذا العالم منه وأنه حاول أكثر من مرةٍ أن ينتحر بسبب الوصوف السيئة التي ينعته بها أصدقاؤه، روى لي أنه في مرةٍ من المرات حاول أن يقشر جلد يده في السكين ليزيل جلده الأسود الذي يقول أصدقاؤه عنه أنهُ قذر ويحتاج للتنظيف، حيث أدى ذلك إلى تدهور نفسية الطفل سالم وانعدام ثقته بنفسه، ومثل هذا الطفل يوجد آلاف الأطفال حول العالم يعانون من التنمر، فالشخص المتنمر لا يدري أن كلماته هذه كالسكين تخرم حجر القلب.

إن أفضل ما يمكننا فعله لمحاربة هذه الظاهرة، هو التوعية منذ الصغر، ومنذ نعومة الأظافر، وغرس عادة احترام الآخرين في التربية وتعليم أنّ احترام الناس بجميع اختلافاتهم حقٌّ وواجبٌ على كلّ إنسان في هذه الدّنيا، وكما قال نبيّنا الكريم: لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل