ياسر محمد- حرية برس
مدينتان كان لهما أثر ثوري ووجداني كبير ليس في سوريا وحسب، بل طرق نشاطهما السلمي أسماع العالم أجمع وهز أركانه الأربعة.
سراقب وكفرنبل، الأولى التي اشتهرت بمقاومتها السلمية ومظاهراتها العابرة للطائفية والتمييز، وحيطانها التي تحولت لوحات استشهد بها العالم باسره دليلاً على مدنية ورقي الثورة السورية، والثانية “كفرنبل” بلدة المبدعين الساخرين، الذين صنعوا من “لوحات كفرنبل” ظاهرة عالمية طافت الأرجاء واحتفى بها دعاة الحرية في كل مكان.
المدينتان كانتا اليوم ساحة مكاسرة عسكرية، بين نظام الأسد وداعمه الروسي، والمعارضة والداعم التركي في الطرف الآخر.
فبعد تحرير بلدة النيرب أمس من قبل قوات المعارضة والداعم التركي، تمكنت هذه القوى من تحرير مزارع وبلدات على مرمى حجر من سراقب (في طرفها الغربي تحديداً)، وهي (معارة عليا، سان) وتم تداول أنباء عن تحرير قرية جوباس، اليوم الثلاثاء، وهي في الطرف الجنوبي الغربي لسراقب، وتبعد عنها مقدار 3 كم.
إلا أن نظام الأسد وحليفه المحتل الروسي، عوضا الخسائر في جبهة مختلفة، على المحور الذي فتحوه بعد سراقب، انطلاقاً من معرة النعمان باتجاه مدينة أريحا، مروراً بجبل الزاوية.
واليوم تمكنت قوات الاحتلال تلك من السيطرة على قرية “بسقلا” وبلدة “حاس” المتاخمة لمدينة كفرنبل، قبل أن تتسرب أنباء عن دخول قوات الأسد إلى بعض أحياء كفرنبل مساء اليوم، إلا أن خبر السيطرة عليها بالكامل ما زال غير مؤكد حتى اللحظة.
إلى ذلك، وسع الاحتلال الروسي من مروحة هجماته على المناطق المدنية في محافظة إدلب، اليوم الثلاثاء، فاستشهد 20 مدنياً وجرح العشرات من جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف من النظام السوري وروسيا على مدن وبلدات إدلب، منذ ساعات الصباح الأولى.
وقال مراسل “حريّة برس” إنّ 11 مدنياً استشهدوا، بينهم سبعة أطفال وسيّدة، من جراء قصف جوي من طيران النظام الحربي على مدينة معرة مصرين، كما أصيب أكثر من أربعين آخرين بجروح متفاوتة.
وقالت مواقع محلية إن 6 مدنيين استشهدوا، وأصيب 12، من جراء غارات جوية من طيران النظام الحربي، استهدفت أحياء مدينة إدلب والمنطقة الصناعية فيها.
بينما استشهد 4 مدنيين، بينهم طفلان وسيدة، من جراء قصف جوي من طيران النظام الحربي على مدينة بنّش بريف إدلب.
سياسياً، استبعدت روسيا التوصل إلى اتفاق أو هدنة في إدلب، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في تصريحات صحفية: إنّ “المجتمع الدولي والمفوضية العليا لحقوق الإنسان ملزمتان بعرقلة طريق المتطرفين”، مضيفاً أن “موقف بعض الزملاء اليوم يطغى عليه الرغبة في تبرير فظائع الجماعات المتطرفة والإرهابية” على حدّ قوله، في إشارة إلى تركيا.
وأضاف: “خلافاً لذلك كيف يمكن أن نفهم الدعوات إلى إمكانية إبرام اتفاقات هدنة مع (العصابات)، كما يحدث عند مناقشة الوضع في إدلب”.
وفي وقت سابق، اليوم الثلاثاء، نفى الكرملين وجود تحضيرات حالية لعقد قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، بخصوص إدلب، كما نفى العمل على التحضير لقمة رباعية مخصصة لبحث الأوضاع في إدلب، تضم (تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا) بإسطنبول في الخامس من آذار القادم.
Sorry Comments are closed