ياسر محمد- حرية برس
شنت فصائل الجيش الوطني السوري، مدعومة بقوات تركية، اليوم الخميس، هجوماً على مواقع قوات النظام على محور بلدة “النيرب” بريف إدلب، فيما بدا اختباراً لردة فعل روسيا وقوات نظام الأسد، إذ كانت العملية محدودة ولم تتوسع باتجاه محاور أخرى.
وفي التفاصيل، شنت فصائل الجيش الوطني السوري المعارض مدعومة بالمدفعية التركية، هجوماً صباح اليوم الخميس على قوات النظام في بلدة النيرب “على محور سراقب”، مكبدة القوات المدافعة خسائر كبيرة، تمثلت بمقتل 50 جندياً من قوات النظام والميليشيات التابعة له، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية ومصادر محلية، كما تم تدمير 4 دبابات والاستيلاء على أخرى، فضلاً عن تدمير عدد من العربات رباعية الدفع.
وفي جانب القوات المهاجمة، قالت تركيا إن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة في ضربات جوية نفذتها طائرات تابعة لقوات الأسد قرب إدلب.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن ردها دمر خمس دبابات ومدرعتين لنقل الجنود وشاحنتين مدرعتين ومدفع هاوتزر.
وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية “فخر الدين ألتون” إن الجنديين الذين كانا في إدلب “لإحلال السلام وإدارة عمليات الإغاثة” قتلا في هجوم نفذه نظام الأسد.
وسائل إعلام محلية تحدثت أيضاً عن إسقاط طائرتي استطلاع (إيرانيتين أو روسيتين) فوق محور العمليات في النيرب وسرمين. بينما قالت روسيا إنها شاركت بفاعلية في إيقاف الهجوم بضربات جوية شنتها مقاتلاتها وشملت محيط نقطة مراقبة تركية.
سياسياً، تطور الموقف أكثر فأكثر بين روسيا وتركيا، فاتهمت موسكو القوات التركية بدعم “الإرهابيين” وتزويدهم بالسلاح، وأعلن ما يسمى “مركز المصالحة الروسي” التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، أن روسيا تحث الجانب التركي على إيقاف دعمها “للإرهابيين” وتزويدهم بالأسلحة.
وجاء في بيان “مركز المصالحة”، اليوم الخميس: “نشير إلى حقيقة أن هذه ليست أول حالة لدعم المسلحين من قبل القوات المسلحة التركية، ونحث الجانب التركي للحد من الحوادث، والتوقف عن دعم أعمال الإرهابيين ونقل الأسلحة إليهم”.
واعترف البيان أن الهجوم نجح في خرق دفاعات قوات الأسد، قائلاً إن “المسلحين المدعومين من تركيا قاموا باختراق دفاعات الجيش السوري (ميليشيا النظام) بغطاء من المدفعية التركية”
وأردف: “قامت المدفعية التركية بتقديم الدعم لهجمات المسلحين، مما سمح باختراق المتشددين لدفاعات الجيش السوري (ميليشيا النظام)”.
وللضغط على روسيا، صرّح متحدث باسم الخارجية التركية، اليوم الخميس، أن بلاده لم تحسم بعد مشاركتها في قمة “أستانا” المقبلة، المقرر عقدها في العاصمة الإيرانية طهران في بدايات آذار المقبل.
وقال مسؤول تركي لوكالة رويترز، اليوم الخميس، إن بلاده تناقش مع الجانب الروسي تسيير دوريات مشتركة في إدلب، كأحد الخيارات لضمان الأمن في المنطقة.
وأضاف المسؤول (لم يذكر اسمه) أن “إيران وتركيا وروسيا تخطط للاجتماع في طهران مطلع شهر آذار/ مارس المقبل لمواصلة مناقشة الوضع في إدلب”. لافتاً إلى أن وفداً روسياً قد يزور أنقرة قبل الاجتماع في طهران لإجراء مزيد من المحادثات حول إدلب.
على المستوى الدولي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن إدانته قصف نظام الأسد لمناطق سكنية في إدلب.
وقال ماكرون في تصريح صحفي، إن استهداف النظام السوري للمدنيين منذ أسابيع، في إدلب “غير مقبول” داعياً إلى وقف فوري للهجمات.
وفي دفعة معنوية كبيرة، أكد حلف شمال الأطلسي “الناتو” دعمه لتركيا من أجل تحقيق السلام، تزامنًا مع العملية العسكرية التركية في إدلب.
ونشر “الناتو” عبر حسابه في “تويتر” اليوم، تسجيلاً يظهر قوة الجيش التركي، وقال إن “الناتو هي عائلة ذات قيم مشتركة، نحن متحدون مع حلفائنا من أجل السلام والاستقرار، تركيا هي الناتو”.
وأضاف البيان: “بصفتنا حلفاء نشارك قيمنا المشتركة، من أجل هذه القيم ومن أجل أن نحمي أنفسنا، نتحرك معاً”.
عذراً التعليقات مغلقة