سليمان نحيلي
تحت القصف
أمسك يديها واحتضنها
هي أنثاكَ الوحيدةُ والأكيدةُ
تقفُ الآن بكاملِ ثروتها
من قلقٍ ودفءٍ ورمان..
الحربُ دائرةٌ في الخارجِ ولا وقت للتّردّدِ
فعاجلها قبل أن تنتهي الغارةُ
مضمراً أنه العناقُ الأخيرُ
واحتضنها قبل أن تنفذَ القذيفةُ من جدرانِ البيتِ
علَّ القذيفةَ إن أخطأتْ
تُكملانِ العناقَ حتى آخر الخوفِ
وإنْ أصابتْ
تُكملانِ الموتَ حتى آخر العناقْ …
واحتضنها؛
لأنّ القذيفةَ إنْ أصابتْ غيركَ
لن تُفسحَ لكَ الحياةَ إلاّ
لتبكي على من ماتَ عنكَ
احتضنها؛
ففي الحرب لاوقتَ للشِّعرِ
ولنْ تُمهلَكَ القذيفةُ حتى تكتبَ قصيدتكَ الأخيرةَ
فاغتنمْ – إذن – ما يتيسّر لكَ: ضمّتكَ الأخيرة ..
فاحتضنها إلى أن تصيرانِ ظلّاً واحداً
في ضوءِ ما ترك انقطاع الكهرباءِ الدائمِ من عمرِ الشمعِ القصيرِ .. القصير
واحتضنها عمّا فاتكَ في سِنيّ السجنِ
من دفءٍ ومن حُبًّ
ومن أطفالٍ لم تنجبانها
واحتضنها لمئةِ سنةٍ قادمةْ ..
ها هي الآنَ قادمةٌ تقتربُ
صفيرُها واضحٌ كالصِّفيرِ
فلا شيء يشبه الموتَ إلا الموتُ
فاحتضنها
وأنشبْ صدركَ في صدرها
ومُتْ كما تريدُ أنتْ
لا كما يريدُ الموتْ
هامش: قذيفة آخر السطر.
عذراً التعليقات مغلقة