ياسر محمد- حرية برس
غادر الوفد التركي الذي كان يفاوض حول إدلب، العاصمة الروسية، بعد محادثات استمرت يومين بشأن مصير مدينة إدلب ومنطقة “خفض التصعيد” المشمولة باتفاق سوتشي عام 2018، في ظل أنباء عن عدم التوصل لاتفاق بين الطرفين.
وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن الجولة الثانية من المفاوضات بين الوفدين التركي والروسي استمرت ساعتين صباح اليوم الثلاثاء، بحضور مسؤولين سياسيين وعسكريين من الطرفين.
وأكدت الوكالة أن الوفد غادر العاصمة موسكو دون إصدار أي تصريحات.
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تحدث عن لقاء محتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، خلال أيام، في حال لم تتوصل روسيا وتركيا لنتائج في مباحثات موسكو بخصوص إدلب.
وقال أوغلو، بحسب ما نقلت قناة “تي ري تي” التركية، اليوم الثلاثاء، إنّ أردوغان وبوتين قد يلتقيا، في حال تعثّر المحادثات التركية الروسية بخصوص إدلب، وقد جاءت تصريحات الوزير التركي قبل انتهاء الاجتماعات التي انتهت لاحقاً من دون التوصل لاتفاق.
وفيما تواصل قوات النظام تقدمها ميدانياً في أرياف حلب بدعم جوي روسي، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، إنهم أبلغوا الجانب الروسي بشكل واضح أن أنقرة أجرت التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة قوات الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي في حال لم ينسحب بنفسه.
جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، تعليقاً على المباحثات التي جرت بين الوفدين التركي والروسي، أمس واليوم في العاصمة موسكو.
وأكد جليك أن الوفد طرح بشكل واضح وجلي إطروحات تركيا بخصوص التطورات في محافظة إدلب.
وأضاف: “في مواجهة هذا العدوان للنظام بإدلب، أبلغنا الجانب الآخر (روسيا) بشكل واضح وصريح أنه في حال عدم انسحاب النظام إلى الحدود السابقة، فإننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة لإرغامه على ذلك”.
وأردف: “نهجنا هذا ضروري من أجل مكافحة الإرهاب، وأمننا القومي، ومنع وقوع كارثة إنسانية، وسيقدم الوفد تقريراً شاملاً لدى عودته (من موسكو)”.
إلى ذلك، وفي الشأن الإنساني الذي يزداد سوءاً، أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، مساء أمس الإثنين، أن الأزمة الإنسانية المتواصلة في إدلب بلغت “مستوىً مرعباً”.
وجدد “لوكوك” دعوة الأمم المتحدة، إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنها “تشهد أكبر كارثة إنسانية في القرن 21”.
وقال لوكوك في بيانٍ: “لا يمكن الحيلولة دون أكبر كارثة إنسانية في القرن 21 إلا بترك أعضاء مجلس الأمن والدول ذات النفوذ لمصالحها الفردية جانباً، واتخاذ خطوة إنسانية مشتركة، والخيار الوحيد هو وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أنه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وحتى اليوم، بلغ عدد النازحين السوريين جراء الاشتباكات والهجمات 900 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي موقف شبه عملي، دعت وزيرة الخارجية السويدية، آنا ليند، الاتحاد الأوروبي إلى التحرك من أجل وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وكتبت “ليند” في صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، أمس الاثنين، أنها أشارت خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى وجوب تحرك الاتحاد الأوروبي، والضغط على نظام الأسد والمطالبة بوقف إطلاق النار”.
وأكدت ضرورة وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من مليون نازح من المدينة، واصفة الوضع في سوريا وإدلب بالمروع، وذلك بسبب القصف العشوائي على الأهداف المدنية بما فيها المستشفيات.
Sorry Comments are closed