استعصاء روسي تركي.. وأنقرة مصرة على إنفاذ اتفاق “أستانا”

فريق التحرير10 فبراير 2020آخر تحديث :
وفد روسي في أنقرة يوم السبت 8 فبراير 2020. الأناضول

ياسر محمد- حرية برس:

قالت معلومات غير رسمية، إن الاجتماع التركي الروسي في أنقرة، اليوم الإثنين، لم يفضِ إلى تفاهم حول سير الأمور في إدلب، ما يجعل الوضع يزداد تعقيداً مع استمرار كل الأطراف في حشد قواتها واستفزاز بعضها البعض. 

وصباح اليوم الإثنين، قال ناشطون محليون ووسائل إعلام، إن الجيش الوطني السوري والقوات التركية أطلقوا حملة عسكرية لاستعادة مدينة سراقب الإستراتيجية، إلا أنها سرعان ما توقفت مع بدء الاجتماع التركي الروسي الذي عُقد في أنقرة للتوصل إلى حلول في إدلب، إلا أن هذا الاجتماع انتهى إلى الفشل كسابقه الذي عُقد قبل يومين، وقال وزير الخارجية التركي اليوم إنه انتهى إلى الفشل أيضاً. 

وتطالب تركيا بإصرار على انسحاب قوات النظام والميليشيات الداعمة لها إلى ما قبل مورك بريف حماة الشمالي، أي بعيداً من كل النقاط التركية التي انتشرت في إدلب وريفي حماة وحلب بموجب تفاهمات “أستانا”، إلا أن الجانب الروسي طرح خريطة جديدة تقضم معظم مناطق إدلب (معرة النعمان، سراقب، وأريافهما)، وهو ما لم توافق عليه أنقرة. 

روسيا أرادت أن تدخل الاجتماع مدعومة بتفوق على الأرض، فأمرت قوات الأسد بقصف النقطة العسكرية التركية الجديدة في مطار تفتناز، ما نجم عنه مقتل 5 جنود أتراك وجرح 4 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية. 

القوات التركية ردت فوراً على الهجوم، وفق ما قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، الذي أكد أن قوات بلاده دمرت مواقع النظام التي استهدفت القوات التركية في مطار تفتناز العسكري بريف إدلب اليوم الإثنين. 

وقال “ألطون” في تغريدة على تويتر، إنه “تم الرد بالمثل على الهجوم ودُمرت مواقع العدو على الفور وتم الانتقام”.

وزاد أن “مجرم الحرب الذي أعطى أمر هذا الهجوم، لم يستهدف تركيا فحسب، بل استهدف المجتمع الدولي برمته”. 

من جهته، أفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن القوات المسلحة التركية قامت بالرد الفوري على الهجوم الغادر الذي أدى لاستشهاد 5 جنود أتراك في قصف مدفعي للنظام بمحافظة إدلب. 

وقال قالن في تغريدة على تويتر، اليوم الإثنين: “تم الرد الفوري على الهجوم الغادر وضرب الأهداف. لن نبقى دون رد”. 

وأكد قالن إصرار تركيا على انسحاب قوات نظام الأسد من النقاط التي احتلها مؤخراً في إدلب، وأوضح أن تركيا “ستفعل كل ما يلزم” لتحقيق ذلك. 

بدوره قال رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، إن “استهداف النظام السوري العاجز عن منع حروب الوكالة على أراضيه، للجنود الأتراك، يظهر مدى أهمية جهود أنقرة لإحلال السلام في المنطقة”. 

إلى ذلك، واصلت تركيا حشد جنود ومعدات في إدلب وعلى حدودها الجنوبية، وأفادت مصادر إعلامية أن أنقرة أرسلت أكثر من 1200 عربة قتالية متنوعة إلى الشمال السوري، وما يربو عن 7 آلاف جندي. 

ومع انسداد الأفق التركي الروسي واستعصاء الحل، يبدو أن الولايات المتحدة ستدخل على خط إدلب، إذ يصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، بعد غد إلى تركيا لعقد مباحثات مع المسؤولين الأتراك حول إدلب. 

وأفادت صحف تركية، اليوم، أن جيفري سيصل إلى تركيا الأربعاء المقبل، ويلتقي مساعد وزير الخارجية، سادات أونال، ومن المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع خلوصي آكار. وستركز المحادثات على إدلب والتطورات الجارية فيها. 

ومهدت واشنطن لزيارة جيفري بتصريحات الأسبوع الماضي، حول إمكانية دعم تركيا في ملف إدلب. 

وقال جيفري، بحسب موقع “الحرة”، في السادس من شباط الحالي، إن الولايات المتحدة تبحث سلسلة خيارات لمواجهة التطورات في محافظة إدلب، مؤكداً أن واشنطن تسأل الأتراك عن أي مساعدة يحتاجونها، وفق ما نقله موقع “عنب بلدي”. 

وأضاف جيفري أن “لدى الأتراك جيشاً قادراً وكفئاً، وهم الآن يعززون مواقعهم، ولا نرى أي مؤشر على أن الأتراك سينسحبون من نقاط المراقبة في إدلب”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل