إدلب تصدّع الحلف الروسي التركي.. ولكن لا تكسره

فريق التحرير4 فبراير 2020Last Update :
EPA/Turkish Presidential Press Office

ياسر محمد- حرية برس:

هدأت روسيا وتركيا من تصريحاتهما السياسية، اليوم الثلاثاء، عقب تصاعد غير مسبوق أمس بعد مقتل 8 جنود أتراك في إدلب بنيران قوات الأسد، إلا أن الوضع العسكري يزداد تعقيداً، إذ فشل الحليفان و”ضامنا” اتفاقي “أستانا وسوتشي” في التوصل إلى اتفاق حول إدلب التي تتعرض لهجوم عنيف من قوات النظام وروسيا، أسفر عن سقوط معرة النعمان وتطويق سراقب والوصول إلى تخوم مدينة إدلب التي تضم وحدها نحو مليون شخص من سكانها والنازحين إليها.

وفي التفاصيل، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لا توجد ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة.

وقال أردوغان للصحفيين أثناء عودته من أوكرانيا أمس الإثنين: “ليست هناك ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا خلال هذه المرحلة، لدينا معها مبادرات استراتيجية جادة للغاية”.

وأضاف أن الاعتداء على الجنود الأتراك (في إدلب ومقتل 8 منهم)، يعد انتهاكا لاتفاقية إدلب، و”بالطبع ستنعكس نتائج هذا الاعتداء على النظام السوري”.

وتابع قائلا: “أعتقد أن العمليات التركية أعطت درساً كبيراً لهؤلاء (نظام الأسد)، لكننا لن نتوقف، سنواصلها بنفس الحزم”.

وعلى عكس ما صدر عن الرئيس التركي أمس، حين قال إن مساري “أستانا وسوتشي” قد انتهيا، خفف وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو من حدة التصريحات اليوم، قائلاً إن المسارين لم ينتهيا ولكن أصابتهما الجروح.

وفي كلمة له اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع تحت عنوان “آسيا من جديد” بخصوص سياسة تركيا الخارجية، أوضح أوغلو: “لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف قواتنا في إدلب، قمنا بالرد وسنواصل الرد إن تكررت”.  

وأردف: “يقع على عاتق روسيا مهمة كبيرة في إيقاف وقاحة نظام الأسد التي زادت في الآونة الأخيرة”.  

وزاد: “الجروح بدأت تصيب مساري أستانة وسوشي ولكنهما لم ينتهيا تماما”.

ولفت أوغلو إلى وجوب سعي تركيا وروسيا للحفاظ على مساري أستانة وسوتشي وتعزيزهما من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.  

وأكد أن “العذر الروسي بعدم قدرتهم التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا”: “لسوء الحظ، في هذه المرحلة، لم يتمكن الجانب التركي من الوفاء ببعض الالتزامات الرئيسية التي صُممت لحل مشكلة إدلب بشكل أساسي وهي فصل المعارضة عن الإرهابيين، ونحن نتلقى معلومات حول نشر تركيا لقواتها في إدلب”.

فيما قال قنسطنطين كوساتشيف العضو البارز في البرلمان الروسي، اليوم الثلاثاء، إن موسكو قلقة بشدة إزاء الوضع في محافظة إدلب السورية وإن الموقف هناك يضع كثيراً من الضغوط على الاتفاقات بين روسيا وتركيا.

يذكر أن روسيا وتركيا شكلتا حلفاً في القضية السورية إلى جانب إيران، وهو ما تمخض عنه “مسار أستانا” التفاوضي الذي أدى إلى خروج الثوار من معظم المدن التي كانوا يسيطرون عليها وفق “مصالحات” مزعومة، وبعد توجههم إلى إدلب التي أصبحت تمثل “سوريا مصغرة”، وقع الجانبان التركي والروسي اتفاقاً في أيلول 2018 يقضي بوقف نار مفتوح في إدلب، إلا أن روسيا ونظام الأسد نكثا الاتفاق وعمدا إلى قضم أراضي الملاذ الأخير للمعارضة بشكل متدرج، وفي الأسبوعين الأخيرين شن النظام حملة واسعة بمساندة قوة تدميرية هائلة من الطيران الروسي، ما أدى إلى خسارة أهم المدن التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب، مع تهديد مدينة إدلب التي تضم نحو مليون من سكانها والنازحين إليها.

وعلى الرغم من تصريحات الرئيس التركي اليوم بأن بلاده لن تسمح بمزيد من التقدم لقوات النظام، تقدمت تلك الميليشيات اليوم في محيط سراقب وسيطرت على قرى مرديخ والشيخ إدريس وأنقراتي، بعدما سيطرت على قرية “الترنبة” أمس، لتكون على بعد نحو 2 كم من مركز مدينة سراقب عقدة المواصلات الأهم والرابط بين طريقي “إم4 وإم5” (حلب- دمشق، حلب- اللاذقية).

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل