الكذبة الألف بفتح طريقي (إم فور وإم فايف)

معاذ عبد الرحمن الدرويش1 فبراير 2020آخر تحديث :
الكذبة الألف بفتح طريقي (إم فور وإم فايف)

عندما اخترعوا مصطلح خفض التصعيد في أول اجتماع في أستانا، وحسب ما أعلنوا أنه سيتم إيقاف إطلاق النار في عموم سوريا، والمحافظة على الوضع الراهن لمناطق النفوذ ما بين النظام وميليشياته وما بين المناطق الثورية، ريثما يتم تحقيق حل سياسي يرضي كل الأطراف في سوريا، وأنه سيتم فتح الطرق الرئيسية في سوريا بين دمشق حلب، وحلب اللاذقية، وبإشراف قوات دولية بعيداً عن قوى الثورة أو عصابات الأسد.

وفي تلك الأثناء كانت المناطق الثورية تشمل معظم المحافظات السورية، ابتداء من محافظة درعا وغوطة دمشق وجزء من حمص وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي بالإضافة إلى محافظة إدلب كاملة وريف حلب و ريف اللاذقية، طبعا مدينة حلب كانت أول قرابين خفض التصعيد، فبعد سقوط مدينة حلب بيد النظام وحلفائه، أشيع أن حلب سلمت مقابل أستانا للبدء بعمل خفض التصعيد على مستوى سوريا.

و بين يوم و ليلة، سقطت درعا بيد النظام وحلفائه ، وما تم تبريره عبر وسائل التواصل الإجتماعي مما حصل في درعا، ومن قبل أحد ممثلي وفد آستانا بأن درعا لم تكن بالأساس على طاولة المفاوضات في أستانة، وأن تسليمها كان باتفاق أردني أمريكي.

ومن ثم سقطت الغوطة وريف حمص الشمالي، وكان المبرر أنه لا يمكن ترك مناطق ثورية مخنوقة ضمن مناطق سيطرة النظام وحلفائه، وأن المناطق الثورية ستنحصر في الشمال السوري والتي تشكل كتلة جغرافية متصلة واحدة، والمتمثلة بإدلب كاملة وريفي حماة الشمالي وجزء من الريف الغربي، وريف حلب الغربي والشمالي وجزء من ريف اللاذقية.

وكما تسرب من شائعات بأن هذه المناطق سيتم وصلها بمنبج وعفرين لتشكل كل هذه المساحة منطقة آمنة للشعب السوري الثائر والهارب من براميل الموت الأسدية، سواء كسكان محليين لهذه المناطق، وسواء المواطنين القادمين من مناطق محتلة من قبل النظام وحلفائه ، وبشكل أخص المناطق التي تركها الثوار مثل الغوطة وريف حمص ودرعا وغيرها.

وما إن استقرت الأمور قليلاً حتى ذهب جزء من ريف إدلب الشرقي تحت إشاعة أن الاتفاق كان لشرقي السكة (سكة القطار القديمة).

ومن ثم ذهب ريف حماة الشمالي وخان شيخون تحت إشاعة أن النظام يريد خط خان شيخون القلعة كحزام أمني لكي يحمي السقيبلبة ومحردة بشكل خاص ومناطق نفوذه القريبة بشكل عام من صواريخ الثوار التي كانت تطالها بشكل مباشر.

واليوم الكذبة ما قبل الأخيرة أن النظام سيأخذ المعرة وسراقب ومن ثم أريحا وجسر الشغور لكي يفتح الطرق الدولية إم فور و إم فايف ( M4- M5) وبعدها ربما يقول إنه يريد فتح الطريق الدولي باب الهوى حلب.

نعم إن خفض التصعيد ما هو إلا لعبة دولية قذرة، كبلت أيادي الثورة والثوار على حساب إطلاق العنان للإجرام الروسي الأسدي والذي أحرق الأخضر واليابس، وإن كذبة طريقي (إم فور و إم فايف M4&M5) ما هي إلا شوارع اخترقت جسد الثورة لتمزيقها وتفتيتها ليسهل ابتلاعها شيئاً فشيئاً.

والوضع اذا لم يحصل فيه ثورة تقلب موازين اللعبة القذرة داخل المحرر، أولاً فإن النظام وحلفاءه لن يتوقفوا عن أكاذيبهم حتى يصلوا إلى حائط الحدود التركي والذي سيتحول إلى حائط مبكى ومدمى للأجيال في سوريا عبر التاريخ.

لكن ما يحصل البارحة واليوم مختلف قليلاً، فهل يا ترى وصلت الأمور إلى حد لا يمكن قبوله لدى الضامن التركي؟ أم أنها مثل كل مرة يعطوننا جرعة أمل بسيطة لكي يسهل علينا ابتلاع كبر جرعة الألم وتقبلها؟

هذا ما يذكرنا بسيناريوهات سابقة مشابهة، ولعل آخرها كما حصل قبيل سقوط ريف حماة الشمالي وخان شيخون، فبعد ملحمة تل الحماميات وتل ملح، سقطت المنطقة دفعة واحدة.

نسأل الله أن تكون هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لكن إذا كانت كذلك، سيفتح سؤالاً هاماً جداً: ماذا عن طريقي (إم فور و إم فايف M4&M5) والذين سيبقيان مقطوعين إذا تم تثبيت الوضع الراهن؟

تبقى كل تكهناتنا طي المجهول، ما دام وفد أستانا مغلق فمه، لا يتجرأ حتى عن الكلام، كنا نتمنى لو وضعوا خريطة أستانا أمام هذا الشعب المظلوم، لكانوا على الأقل أبرؤوا ذمتهم أمام الله وأمام الناس، ووفروا الآلاف من الضحايا وعشرات المدن والقرى من التدمير.

و هذا ما دفعني إلى أن أبني مقالي على ما أشيع على وسائل التواصل الإجتماعي، بسبب عدم تسريب أي رؤية حقيقية عما حصل في أستانا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل