ياسر محمد- حرية برس:
بعد تضارب الأنباء حول مغادرة القوات الأميركية العراق من عدمها، بدأت قوات أجنبية مشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمغادرة العراق إلى دول مجاورة، وذلك على خلفية تصاعد التوتر في البلد الذي شهد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية.
انسحاب ألماني سلوفاكي
وفي التفاصيل، قالت وكالة أنباء الأناضول إن الحكومة السلوفاكية قررت نقل جنودها الموجودين في العراق ضمن قوات التحالف الدولي إلى بلد آخر من دون أن تحدد وجهتهم بشكل دقيق.
وأوضحت سلوفاكيا أنها نقلت مؤقتاً جنودها السبعة من العراق، وهم جزء من قوات حلف شمال الأطلسي التي تقوم بمهمة تدريب.
وقال رئيس الوزراء، بيتر بيليجريني، في بيان “في ضوء الوضع الراهن في العراق، الذي أدى إلى تعليق أنشطة مهمة التدريب التي ينفذها حلف شمال الأطلسي، تم نقل سبعة جنود سلوفاكيين مؤقتاً خارج البلاد، تماشياً مع القواعد الأمنية”.
من جهتها، أبلغت الحكومة الألمانية البرلمان بأنها ستنقل بعض العسكريين من العراق إلى دول مجاورة لأسباب أمنية، وذلك بعد أيام من مقتل قاسم سليماني.
وذكرت الحكومة الألمانية في رسالة إلى البرلمان أمس الاثنين، أنه سيتم نقل حوالي 30 جندياً ألمانياً، من أصل 120 في العراق، إلى الأردن والكويت، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وكان البرلمان العراقي قد دعا يوم الأحد الماضي إلى انسحاب القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية بعد مقتل سليماني يوم الجمعة في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة استهدفت موكبه في مطار بغداد.
وذكرت الحكومة الألمانية أن خفض عدد القوات جاء بناء على أمر القيادة المشتركة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة. وسيشمل الخفض قوات في بغداد ومدينة التاجي إلى الشمال مباشرة من العاصمة العراقية حيث ينتشر نحو 30 جندياً ألمانياً.
وقالت الحكومة الألمانية إنه يمكن إعادة القوات إلى العراق في حال استئناف مهمتها التدريبية
وذكر وزير الخارجية هايكو ماس لقناة (زد.دي.إف) التلفزيونية العامة أنه قلق من احتمال عودة تنظيم”داعش” للظهور إذا غادرت القوات الأجنبية العراق بسرعة. وقال “لا أحد يريد ذلك حقاً”.
مطار “بي 52”
إلى ذلك، وبعد معلومات متضاربة حول انسحاب القوات الأميركية من العراق أو البقاء فيه، كشفت وسائل إعلام عراقية، نقلاً عن مصدر أمني في محافظة الأنبار، أن القوات الأميركية تعتزم إنشاء مطار لقاذفات “بي 52” العملاقة داخل قاعدة “عين الأسد” الجوية غرب المحافظة. وأشارت إلى أن القوات الأميركية قامت بعمليات توسيع للبنى في المطار لغرض إنشاء مدرج للطائرات “بي 52”.
إلا أن مسؤولاً أميركياً قال إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تخطط لبدء نشر 6 قاذفات “بي 52” في دييغو جارسيا التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف المسؤول أنه تم اختيار دييغو جارسيا، هذه المرة، لإبقاء الطائرات خارج نطاق الصواريخ الإيرانية.
روسيا تملأ الفراغ في سوريا والعراق
تستعد ورسيا لملء الفراغ الناشئ عن الحالة الجديدة في العراق وكذلك استغلال غياب مهندس التدخل الإيراني في سوريا، المقتول قاسم سليماني، للتمدد أكثر في المناطق التي كانت إيران تسيطر عليها.
وفي هذا الشأن، أعلن إيغور كوروتشنكو، عضو المجلس العام بوزارة الدفاع الروسية، أنه يمكن للعراق تحسين نظام دفاعه الجوي بمساعدة نظام الصواريخ الروسية إس-400.
وأكد كوروتشنكو أن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على يد الجيش الأمريكي خلال غارة جوية على العراق يدل على أن بغداد بحاجة إلى تحسين نظام الدفاع الجوي.
وقال كورتشنكو لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “العراق شريك لروسيا في مجال التعاون العسكري التقني، ويمكن لروسيا إرسال الوسائل اللازمة لضمان سيادة البلاد وحماية موثوقة للمجال الجوي، بما في ذلك توريد صواريخ إس-400 وغيرها من أجزاء نظام الدفاع الجوي، مثل “بوك-إم3″ و”تور-إم2” وغيرها..
وبعد تمددها في سوريا وإرساء وجودها على الحدود العراقية بعد اتفاق “المنطقة الآمنة” مع تركيا، الذي أوصل روسيا إلى محافظة الحسكة الحدودية مع العراق، تأمل روسيا ملء الفراغ الذي قد يحصل إذا انسحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها من ذلك البلد.
ومن المرجح أن تستغل موسكو الأوضاع من أجل زيادة نفوذها في سوريا على حساب طهران التي فقدت مهندس احتلالها لجزء كبير من سوريا، والذي كان مشرفاً على التغيير الديمغرافي والجغرافي.
وكشفت وسائل إعلام روسية إرسال موسكو أقوى سفنها الحربية إلى سوريا، إضافة إلى هبوط ما لا يقل عن 6 طائرات نقل عسكري محملة بمنظومات دفاع جوي وصاروخي في قاعدة “حميميم” تحسباً لاندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران.
وأفادت وسائل إعلام روسية عدة بعبور الطراد الصاروخي “المارشال أوستينوف” التابع للبحرية الروسية، والمزود بأنظمة مكافحة إلكترونية وأنظمة دفاع جوي وصواريخ “فولكان” المضادة للسفن، مضيقي البوسفور والدردنيل، ودخوله البحر الأبيض المتوسط متوجهاً إلى سواحل سوريا، في تحرك مفاجئ لم يكن مخططاً له مسبقاً.
Sorry Comments are closed