حوار: لجين مليحان – حرية برس:
إلى أين يذهب قاسم سليماني بالمنطقة بعد موته؟
هل يشعل اغتيال “سليماني” حرباً أمريكية- إيرانية في الشرق الأوسط؟
نحاول قراءة المشهد السياسي والعسكري بعد عملية “البرق الأزرق” التي أدت إلى مقتل الإرهابي “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العملية التي هزت منطقة الشرق الأوسط، وباتت بسببها على أعتاب حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، التصريحات الدبلوماسية تستبعد نشوب حرب ولكن الأفعال تشي بغير ذلك، ماذا سيغير مقتل رأس الحربة الإيرانية والرجل الثاني في المنطقة؟ أي البلدان العربية سيكون مكان رد إيران على الولايات الأمريكية هل ها العراق أم غيرها؟ أسئلة نطرحها على ضيف “حرية برس” د.عمر راغب زيدان الكاتب وإلاعلامي العراقي.
* طيف ستنعكس عملية” البرق الأزرق” بقتل قاسم سليماني على العراق بشكل خاص؟
** هناك توتر كبير سيحصل داخل العراق وصدام بين الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وبين القوات الأمريكية وقد بدا هذا واضحا باستهداف القواعد الأمريكية (قاعدة بلد) وأيضا استهداف السفارة الأمريكية يوم أمس واليوم بصواريخ الكاتيوشا وربما تمتد إلى القواعد الأخرى المنتشرة في أكثر من مدينة في العراق ،أما على الصعيد الخارجي فكل المصالح الأمريكية مستهدفة بالنسبة للحرس الثوري الإيراني وقد أعلنت إيران أن هناك 36 هدفا أمريكيا وضعتها على قائمة الأستهداف وأنها سترد بقوة وسيكون الرد بقوة على مقتل سليماني واللافت للنظر أن هناك نوعا من التهدئة كانت تحدث بين أمريكا وإيران رغم التهديدات ولغة الوعيد التي كنا نسمعها إعلاميا والتي كان كثير من الناس يشكك فيها وبأنها لغة إعلامية فقط لا وجود لها على أرض الواقع لكن الحدث الذي وقع ولم يكن أحد يتوقعه حتى أقرب الناس للرئيس الأمريكي ترامب تفاجأوا بهذا القرار ولم يكونوا متوقعين أن تقدم إدارة الرئيس ترامب على فعل كهذا”.
ويردف د.زيدان قائلاً إن “مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس غيّر كثير من القناعات وكثير من الإجراءات على أرض الواقع ويثير تسأل لماذا تم اغتياله الآن؟ هل علمت تحركاته لم تكن تعلم من قبل ولماذا تمت تصفيته في العراق ولماذا لم تكن في سورية أو في لبنان مثلا هذه كلها تساؤلات تطرح ومن الذي أعطى الإحداثيات لوصول سليماني وأبو علي المهندس إلى العراق ولذلك الآن الحكومة العراقية تحقق مع أمن المطار للوصول إلى من ساعد القوات الأمريكية في تحديد مكان ووقت وصول قاسم سليماني”.
* هل ستجعل أمريكا وإيران من العراق ساحة لحرب قادمة مثلا أم هي تصريحات خلبية فقط من إيران لرد على أمريكا؟
** “لن تستطيع امريكا أن تضرب داخل العمق الأيراني، أو هي لا تريد أن تجازف أو تخاطر بهذا الأمر وإنما سترد على ميليشيات إيران داخل العراق فالعراق أرض استطيع أن اسميها أرض مستباحة من قبل إيران ومن قبل الأمريكان وبالتالي هي أرض هشة يمكن الدخول إليها بسهولة ويمكن تنفيذ مهام دون اي رادع من حكومة أو برلمان أو غيره ، الامريكان يعرفون الجغرافية العراقية جيدا هم في العراق من عام 2003 حتى نهاية 2011 ولديهم أكبر سفارة بالعالم في بغداد لديهم استخبارت منتشرة لديهم قواعد أمريكية لديهم معلومات تفصيلية عن تحركات الميليشيات ومواقعهم وقياداتهم وحجمهم وتسليحهم أيضا والذي يحدث اليوم هو تقليم أظافر هذه الميليشيات التي سلحتها أمريكا وساعدتها ودعمتها في الحرب على داعش واليوم ترى انها خرجت عن السيطرة فلابد من تقليم أظافرها لذلك نعم ستكون المواجهة داخل العراق”.
* بعد” مقتل سليماني ومرافقيه” وارسال تعزيزات للعراق والشرق الأوسط، هل ستتعرض القوات الأمريكية لمخاطر تجعل بقاءها ذو تكلفة عالية، وهل ستتعرض لخسائر كما كان حالها قبل قرار أوباما بسحب قواته من العراق عام2011؟
** في اعتقادي أن إيران لاتزال تعتمد العنتريات في تصريحاتها، إيران فقدت الكثير من أذرعها وقوتها في المنطقة ليست كالسابق واعتقد هذا هو السبب الذي جعل اميركا تنفذ وعيدها الآن ولم تنفذه منذ سنوات لأنها تعلم ان ايران اليوم ليست ايران السابقة اليوم ايران منهكة اقتصاديا ايران وزعت قوتها أكثر من طاقتها تحتل اربع عواصم عربية وبالتالي اتذكر هنا قول كيسنجر إذا أردت ان تقضي على الأفعى ففي جحرها لاتستطيع ذلك لكن أخرجها من جحرها فيسهل تقطيعها فهم فسحوا لايران المجال لاحتلال اربع عواصم عربية ليسهل تقطيعها ، لماذا بدأوا بها في العراق لأن العراق يعتبر الشريان الحيوي اليوم لايران يمدها بالنفط يمدها بالاموال فالاموال تهرب الى ايران من قبل الحكومة الشيعية حكومة الميليشيات داخل العراق النفط يهرب الى ايران دون حسيب أو رقيب ، ايران منعت اي زراعة واي صناعة في العراق مقابل أن تورد الى العراق كل مايحتاجه وللأسف ذلك كله يكون من المواد الفاسدة التي ادت الى أمراض فتاكة في المجتمع العراقي”.
* شاهدنا فرحة بعض المتظاهرين العراقيين في ساحة التحرير ببغداد، هل سيؤدي ذلك لإنقسامات جديدة في العراق بين مؤيد ومعارض لإيران ورجالها ونشوب حرب داخلية؟وهل أذرع إيران داخل البرلمان العراقي ستقف مع إيران أم ضدها؟
** “المتظاهرون منذ أول يوم خرجوا فيه وهم معلنون رفضهم للتدخل الإيراني في العراق ومنزعجون جدا من الميليشيات والميليشيات دخلت ضربت وخربت وحاولت أن تسرق جهود المتظاهرين وحاولت أن تبث الرعب فيما بينهم وخطفت وقتلت وروعت لكن صمد المتظاهرون ولايزالون اليوم هذه فرصتها لسحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين وتفويت الفرصة عليهم بحجة الانشغال بمقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وقد رأينا المتظاهرين في ساحة الحبوبي الناصرية كيف انهم وقفوا بكل إصرار لمنع دخول نعش رمزي لقاسم سليماني وتشييعه داخل الساحة وقتل منهم لكن هم رافضين لهذه القضية فهذا يدل على أن هناك رفض شعبي للتدخل الايراني ورفض لهذه الميليشيات ان يكون لها قوة على ارض الواقع ورفض لتفلت السلاح الموجود داخل العراق”.
ويضيف د.زيدان: هناك اتهام مباشر لسرايا السلام التي أعلن مقتدى الصدر وهي تتبع له اعلن عن عودة عملها والتي كان اوقفها قبل ذلك وهو من داخل ايران بعد أن حضر مراسم عزاء قاسم سليماني وانا قلت هذا الأمر أنه سيستهدف المتظاهرين وفعلا قواته سرايا السلام دخلت وفتكت بالمتظاهرين واحتلت عمارة المطعم التركي التي يتحصن بها المتظاهرين”.
* يتحدث الكثير عن عودة داعش في العراق خصوصا بعد الحديث بأن الفضل الأول والأخير في القضاء على داعش هو للحشد الشعبي، وقتل قيادات مع قاسم سليماني هو مؤامرة ضد من قضى على الإهاب ماهو تعليقك؟
** “داعش صنيعةإيرانية بكل المعايير والدليل أن إيران كلما تختنق فهي تحرك داعش بتفجير هنا وهناك ولا استبعد انها اذا ما وجدت نفسها مخنوقة ومحصورة فانها ستبعث بداعش هنا أو هناك لضرب بعض الجيوب التي تجد انها لابد ان تخلط الاوراق وتكسب المكاسب رأينا سابقا كلما يحدث أمر فإنها تفجر في المراقد وتفجر في الشيعة وتقول أن هؤلاء داعش هي من فجرت والسنة او القاعدة او البعثيين وحتى هذه التظاهرات التي تخرج الآن في البداية قالت أن هؤلاء داعش لكن كل الموجودين قالوا إن المناطق السنية رفضت المشاركة أصلا في هذه المظاهرات وكل الموجودين هم من المكون الشيعي وبالتالي لم تستطع ان تنطلي تلك الحجة على أحد اعتقد أن هناك أوراق في يد إيران اليوم أكثر من قضية داعش ، بقتل قاسم سليماني تريد ان تنهي القوات الأمريكية ملف داعش ومن أنشأ داعش ولماذا نشأت داعش وقاسم سليماني كان هو الصندوق الاسود لداعش وبمقتله مات هذا الصندوق واندثر”.
ويختتم د.زيدان بالقول “نلمس أن النار التي تحت الرماد بدأت الرياح بالهبوب عليها، ولا ندري من ستحرق وكم ستتحمل المنطقة من تداعياتها”.
عذراً التعليقات مغلقة