ياسر محمد- حرية برس:
أثار مصرع الجنرال الإيراني، الإرهابي قاسم سليماني، قائد ما يسمى “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، أثار زلزالاً في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً، والعالم عموماً، وما زالت ردود الأفعال تصدر عن الدول والأحزاب والميليشيات الإقليمية والدولية.
هذا الحدث الفارق حدد بشكل نهائي “محور الشر” العربي، الذي يزعم “المقاومة والممانعة” ويحتل القرارات الوطنية لدول عربية بذريعة “مقاومة” العدو الإسرائيلي.
وجاءت ردود الأفعال لـ”محور الشر” العربي على النحو الآتي:
-نظام الأسد: كما هو متوقع، أعلن نظام الأسد انحيازه النهائي للمحتل الإيراني الذي يسيطر على أجزاء واسعة من التراب السوري، وكذلك قسم كبير من القرار السياسي، ناهيك عن السيطرة على كثير من مفاصل الحياة الاقتصادية السورية.
مصدر في خارجية نظام الأسد وصف اغتيال سليماني بـ”العدوان الإجرامي الأمريكي الغادر”، معتبراً أن عملية الاغتيال “تشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في المنطقة”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام “سانا”، اليوم الجمعة.
وجدد المتحدث باسم النظام تحميل أمريكا المسؤولية عن حالة عدم الاستقرار في العراق، لافتاً إلى أن عملية الاغتيال “ستزيد من مقاومة التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة”.
-جماعة الحوثي: الجماعة التي تنشط في اليمن باسم “التحرر والمقاومة”، وتنقلب على السلطة الشرعية فيها لتأسيس دويلة تابعة لإيران، دعت إلى “رد سريع ومباشر ضد القواعد الأميركية بعد مقتل سليماني”.
وأكد رئيس ما يسمى “اللجنة الثورية” في جماعة أنصار الله، “الحوثيين”، باليمن، محمد علي الحوثي، أن ما وصفه بـ”الرد السريع والمباشر” على عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني هو الخيار والحل.
-“حزب الله” اللبناني: الحزب الذي ينشط في لبنان بدعم وتمويل إيراني، ويساهم بشكل فاعل في خدمة أجندة طهران في سوريا واليمن ولبنان، والذي فقد عناصر قياديين منه في حادثة اغتيال قاسم سليماني، نعى الإرهابي المقتول، وقال أمينه العام، حسن نصر الله، إن “القصاص من قتلة قائد فيلق القدس التابع في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، سيكون أمانة كل المقاومين حول العالم”!.
وأضاف رجل الدين المحسوب على إيران، في بيان، اليوم الجمعة: “نحن الذين بقينا بعده، فسنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات والميادين والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور المقاومة ببركة دمائه الزكية كما كبرت بحضوره الدائم وجهاده الدؤوب”!.
-حركة حماس: الحركة التي كانت تتأرجح بين دعم مد ثورات الربيع العربي التي تتبنى بطبيعة الحال القضية الفلسطينية، وبين الأنظمة الداعمة للإرهاب (إيران ونظام الأسد وحزب الله…)، حسمت موقفها بشكل نهائي، ونعت المجرم سليماني والمقتولين معه من ميليشيا “الحشد الشعبي” و”حزب الله”.
وقالت حركة حماس في بيان اليوم: “تتقدم حركة المقاومة الإسلامية حماس، بخالص التعزية والمواساة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني باستشهاد اللواء قاسم سليماني”!.
وأضافت أن سليماني كان “أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، الذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات”.
-الجهاد الإسلامي: من جانبها، أصدرت “حركة الجهاد الإسلامي” الفلسطينية الموالية لإيران، بيانين منفصلين، نعت فيهما سليماني والقتيل الآخر نائب قائد “الحشد الشعبي” الإرهابي أبو مهدي المهندس.
وقالت في بيان نعي سليماني: “بمزيد من الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الحزن، تنعى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين علماً كبيراً وقائداً فذاً لم يجارهِ في موقفه وفي جهاده أحد منذ عقود في فلسطين وفي المنطقة”!.
كما عبرت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، التي تساند نظام الأسد في قتل السوريين، عن إدانتها لـ”إقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال سليماني”، وأبو مهدي المهندس.
وقالت الجبهة: “هذا الاغتيال يشكّل نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية وفي الحرب التي تخوضها بأشكال مختلفة مع الكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها”!.
-ميليشيات العراق: ميليشيات عدة دعت إلى النفير وطرد القوات الأميركية من العراق، على رأسها ميلشيا “الحشد الشعبي” التي تنفذ أجندات إيران في العراق، والتي تلقت ضربة قاصمة بمصرع نائب قائدها “أبو مهدي المهندس” في العملية الأميركية.
فقد دعا زعيم “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، اليوم الجمعة، أنصاره إلى الاستنفار والجهوزية، بحسب وثيقة نسبت إليه، رغم ما أثير بشأن اعتقاله على يد مارينز أمريكيين فجر اليوم.
وأضاف الخزعلي: “إن القادم علينا فتح قريب ونصر كبير، وقد يحتاج هذا الأمر إلى مخاض كبير”.
من جهته، دعا القيادي الميليشاوي العراقي، هادي العامري، كل الميليشيات العراقية للتوحد وطرد القوات الأجنبية.
ونقل التلفزيون العراقي الرسمي عن العامري، الذي يقود ميليشيا “منظمة بدر” التابعة لإيران، والذي حارب مع إيران ضد العراق بين 1980 و1988: “نناشد كل القوى الوطنية توحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثاً في العراق”.
وما زالت ردود الأفعال الإقليمية والدولية تتوالى، مع تصاعد القلق من نشوب حرب إقليمية محدودة في المنطقة.
يذكر أن قاسم سليماني، مهندس الاحتلال الإيراني وقائده في العواصم العربية، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، أبو مهدي المهندس، وخمسة آخرين من الحشد و”حزب الله” قتلوا في غارة نفذتها مروحيات أمريكية على مطار بغداد الدولي وطريق قريب منه، فجر اليوم الجمعة.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قتل سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، “كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج”.
Sorry Comments are closed