نعم سأحتفل برأس السنة الميلادية

سأحتفل برأس السنة إذا كان اليوم هو آخر يوم لأهلنا بالمخيمات واعتبارا من الغد سيسكنون في مساكن مثلهم مثل أي إنسان على ظهر المعمورة.

سأحتفل برأس السنة إذا كان اليوم هو آخر يوم لأهلنا المهجرين المشردين ومع بداية العام الجديد سيعودون إلى وطنهم.

سأحتفل براس السنة وأرقص إذا عادت أرجل وأيدي من فقدوا أطرافهم بالقصف الهمجي رقصوا معي بأيديهم وأرجلهم.

سأحتفل براس السنة إذا رجعت دماء الشهداء إلى عروقهم وعادوا إلى الحياة.

سأحتفل براس السنة إذا كان اليوم هو آخر يوم للنظام الفاجر وسنبدأ سنتنا الجديدة مع نظام ينتمي إلى الإنسانية على غرار معظم شعوب العالم.

سأحتفل براس السنة اذا تمت محاسبة المجرمين والقصاص منهم.

سأحتفل برأس السنة اذا كان اليوم هو آخر يوم لأطفال وطني وهم حفاة وغدا سيلبسون أحذية جميلة مثل كل أطفال العالم.

سأحتفل برأس السنة إذا كان اليوم هو آخر يوم لأهلنا الجوعى وغدا سيعيشون بكرامة بعيدا عن يد المنظمات التي تطعمهم مقابل كرامتهم.

سأحتفل برأس السنة إذا لم يبق شيخ عجوز يشكو البرد وهو يبيت في العراء وعاد ليجلس إلى جانب مدفأة بيته يسترجعه الحنين ويقص ذكرياته الجميلة على أولاده و أحفاده.

سأحتفل برأس السنة إذا خرج جميع أخوتنا وأخواتنا المعتقلين والمعتقلات من سجون الطغاة واحتفلوا معنا.

لكن هل تعلم أن أخوتك في المعتقل لا يعرفون تاريخ اليوم وربما لا يعرفون الوقت الآن سواء أكان ليلا أم نهار؟

نعم سأحتفل براس السنة الميلادية عندما تعود البشرية إلى إنسانيتها وأشعر أننا جميعا كبشر نحاول أن نعيش في هذا العالم سواسية بتعايش وأمن وسلام…