الأجيال الضائعة

سمر بدر31 ديسمبر 2019آخر تحديث :
سمر بدر

الذين ولدوا في العام الأول لاستلام بشار الأسد بلغوا 21 عاماً كاملة، أقرانهم في العالم حصلوا على البكالوريوس أو اقتربوا منها، أسسوا شركاتهم الخاصةاو على طريق تحقيقها، صاروا رجال أعمال مجتهدين، أو أسسوا أسرهم الصغيرة المستقرة مالياً واجتماعياً او على طريق تحقيقها، أما هؤلاء فلم يعرفوا سوريا بدون النظام .

عاش هؤلاء أوقات الشدة كلها، الحروب، والتدهور الاقتصادي، والخدمة الالزامية، وانعدام الوظائف، والغلاء الفاحش، أو الغلاء القاتل. تيبّسوا مثل أوراق الشجر..!

من ولدوا في العام 1985 لم يدركوا ما كان قبل النظام، لا انتفاضة حماه ولا الديمقراطية، يقتربون الآن من الرابعة والثلاثين، أقرانهم أنجزوا أمورهم المهمة وصاروا قادة في المؤسسات العامة والخاصة. وينطبق ذلك على من ولدوا حتى العام 1978، بلغوا سن الرجولة واستقرت أمورهم في الاغتراب أو في الوطن.

أما من ولدوا قبلهم، في بداية السبعينيات وأواخر الستينيات يقتربون من الخمسين، مضى الجزء الأكبر من حياتهم، ومضى الجزء الأهم فيه في عهد النظام، فورة الشباب، الأحلام العريضة، الطموحات الهائلة، كلها أجهضتها المؤسسات البعثية، إلا من انتفع لنفسه بقربى أو فرصة أو فساد فحاز المال ولم يقدم للبلد شيئاً… فالموت أصاب حتى الهمم والأهداف، وغرق في الأنانية والفساد..!

طولُ مدة حكمٍ ما ينطوي على شرٍ عظيم، ذلك أن أضراره لا ينتبه لها الناس، فما ضاع ليس ثلاثين عاماً فحسب ولكن حياة كل الناس دون الخمسين.

لعل الذين ولدوا قبل هؤلاء -في أوائل الستينيات- شهدوا أيام النعمة ولو (بين قوسين) والوفرة والخير العميم، لكنهم لم يروا أبعد من أهدافهم الخاصة، أن يكونوا موظفين جيدين، وأزواجاً طيبين، ومواطنين مثاليين.

الأجيال التي ولدت في الأربعينيات والخمسينيات لم يبق لديها إلا طلب مجدٍ تافه في انتظار الموت. وهؤلاء هم قادة السياسة والاقتصاد والتجارة والسوق والجامعات ورعاة العادات والتقاليد، وهؤلاء جميعاً ينتمون للعجز والخوف وللموت.. ثم يدعون تحقيق السلام!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل