هل غيرت تركيا من خياراتها السورية؟

برهان غليون13 أغسطس 2016آخر تحديث :
هل غيرت تركيا من خياراتها السورية؟

برهان غليون

  • د. برهان غليون

حدثان كبيران يفسران التغييرات الاخيرة في السياسة التركية الخارجية ويوجهانها.
الاول الانقلاب الفاشل للعسكريين في أنقرة. والثاني هو مأثرة المعارضة السورية العسكرية في معركة فك الحصار عن حلب. الأول جاء ليحرر تركيا من تبعيتها في الدفاع عن مصالحها الوطنية للغرب بعد أن حطم تخاذل الأخير ثقتها بصدقية التحالف الغربي وخيبة أملها بسياسة واشنطن. والثاني لانه قبل ان يفك الحصار عن خلب ساهم بشكل حاسم وربما اكبر في فك الحصار المضروب على تركيا، بعد أن كاد التفاهم الروسي الأمريكي أن يخرجها تماماً من الصراع وينقل المعركة الى داخل حدودها.
هذا يضمن أن لا تتخلى تركيا عن المعارضة السورية التي تقوم مقام السيف الذي تراهن عليه لتعزيز موقفها، لكنه لا يضمن أن تأتي التسوية كما تريدها المعارضة والشعب السوري ولا كتسوية سورية سورية. لن تعترف الدول لتركيا بمصالحها في سورية وهي مصالح استراتيجية واقتصادية هائلة ما لم تحصل هي ايضا على بعض مصالحها.
ستبقى لروسيا حصة الأسد بوصفها قوة الانتداب الرئيسية على سورية لسنوات وربما لعقود. وقد أمنت لنفسها منذ الآن القواعد العسكرية الضرورية لذلك.
إيران هي الوحيدة التي لاتزال عاجزة عن تأكيد مصالحها والسبب الرئيسي أنها هي نفسها لا تعرف ما تريد أو أن ما تريده يتعارض مع مصالح جميع الدول الإقليمية الأخرى وقبل ذلك مع وجود الشعب السوري نفسه ووحدته.
هدر المعارضة جهدها في الصراعات الداخلية بدل التنظيم والتحشيد ودفع الاعتداءات، ورهان معظم أطرافها على طيب نوايا الدول العربية وغير العربية الصديقة، وإضاعتها منظورها الوطني الواحد والجامع، كل ذلك جعل منها قوة ثانوية تابعة وحرم السوريين من ممثل مستقل وقوي ومعترف به دولياً، قادر بما يتمتع به من مصداقية ومواقع استراتيجية على تمثيل مصالح سورية والسوريين الوطنية والدفاع عنها. هذا هو التحدي الذي يوجهه جميع المتنافسين على جلد سورية وأشلائها لنا نحن السوريين. هل لايزال لدينا القدرة على رد التحدي والتقدم امام الجميع بأجندة وشعارات واحدة وواضحة؟

المصدر: صفحة الدكتور برهان غليون على فيسبوك
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل