ياسر محمد- حرية برس:
يبدو أن تركيا تخفي في ملف إدلب تفاصيل هامة تفسر عدم قدرتها على وقف المجازر الوحشية وحماية الأهالي هناك، فلو كانت “ضامناً” كاملاً كما يشاع، وطرفاً رئيساً في اتفاق وقف إطلاق النار بإدلب الذي أبرم عام 2018، لكان دورها أكثر من التوسط لدى موسكو لوقف الهجوم!.
فبعد صمت ساد أكثر من أسبوع على مجازر روسيا ونظام الأسد في إدلب، أوفدت تركيا اليوم فريقاً سياسياً وعسكرياً إلى موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول مدينة إدلب.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن وفداً تركياً سيصل إلى العاصمة الروسية (موسكو) لإجراء مباحثات حول مدينة إدلب.
وأضاف أردوغان أن تركيا ستحدد خطواتها المقبلة بناء على النتيجة التي ستتمخض عنها المباحثات.
واستثمر الرئيس التركي المناسبة للتعريض بالدول الأوروبية عامة واليونان خاصة، فأكد أن بلاده لا يمكنها استيعاب موجة جديدة من اللاجئين السوريين، محذراً الدول الأوروبية بأنها ستشعر بأثر تلك الموجة إذا لم يتوقف العنف في شمال غرب سوريا.
وقال: “الأثر السيئ للضغط الذي سنتعرض له ستشعر به كل الأمم الأوروبية، وخصوصاً اليونان”، مضيفاً أنه في هذه الحال لن يكون هناك مفر من تكرار أزمة اللاجئين التي وقعت عام 2015.
وبالتزامن مع وصول الوفد التركي، وصل إلى موسكو اليوم الاثنين، وزير خارجية الأسد، وليد المعلم، حيث سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة موسكو.
وبحسب ما ذكرته وكالة “تاس” الروسية، فإن لقاء الوزيرين اليوم سيناقش العملية السياسية وعمل “اللجنة الدستورية” في جنيف، إلى جانب التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وفي اللقاء الذي جرى ظهر اليوم، اشتكى “المعلم” تركيا وأميركا لموسكو، متهماً الولايات المتحدة بقصف منشآت نفطية في بادية حمص الأسبوع الفائت.
وأضاف: “سوريا تتعرض لعدوان تركي مستمر ولسرقة نفطها من قبل الولايات المتحدة، والتآمر الأمريكي التركي الإسرائيلي مستمر على سوريا لعرقلة جهودها في محاربة الإرهاب”.
ولا يرى المعلم ولافروف في مقتل مئات المدنيين بإدلب وتهجير مئات الآلاف أي عمليات إرهابية!.
ميدانياً، نفت فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في إدلب، أي مفاوضات مع نظام الأسد حول تسليم مدينة معرة النعمان والمناطق المحيطة بريف إدلب الجنوبي، وسط معارك متواصلة بين الطرفين بغطاء الطيران الروسي.
وقال الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، لصحيفة “عنب بلدي”، اليوم الاثنين، إن المعارك مع قوات النظام وحلفائها في محاور ريفي إدلب الشرقي والجنوبي ما زالت مستمرة على أشدها، ولا توجد أي مفاوضات من أي نوع مع قوات النظام.
إنسانياً، قالت “منسقو الاستجابة” إن أكثر من 200 ألف مدني نزحوا خلال الأسبوع الماضي من مناطق معرة النعمان وما حولها ومناطق في شرقي إدلب، بينما قال الرئيس التركي أمس الأحد إن نحو 80 ألف نازح يتجهون باتجاه الحدود التركية.
ومع الصمت الرهيب الذي يسود الصف العربي والعالمي، وجهت المعارضة السورية اليوم الاثنين، نداء إلى “الأشقاء العرب”، قالت فيه: “نطالب أشقاءنا العرب وجميع أصدقاء شعبنا بالسعي لوقف الإبادة الجماعية الجارية الآن في إدلب”!.
وأضاف بيان المعارضة الذي نقلته وكالة “الأناضول”: 3 ملايين مدني في إدلب يدفعون ثمن هجمات لا تنتهي ويشكّل النساء نسبة 25% والأطفال 51 % منهم”.
عذراً التعليقات مغلقة