تيسير زيدان – حمص – حرية برس:
“بكم سعر الدولار اليوم ياجار؟ .. الدولار فوق.. فوق.. وماعم ينظر لتحت”
عبارة تتكرر على مسامع السوريين صباح مساء.. لم تعد “صباح الخير” أو مساؤه، متداولة في الأيام القليلة الماضية، حيث يستفيق الأهالي في ريف حمص الشمالي على وقع أنباء تهاوي الليرة السورية بشكل متسارع ومفاجئ أمام الدولار الأمريكي، الذي يواصل ارتفاعه بشكل كبير، ما يشكل صدمة كبيرة لأرباب الأسر، الذين يقفون عاجزين عن تلبية احتياجات أطفالهم وأسرهم اليومية، من طعام ولباس ومواد تدفئة، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وانخفاض دخل الفرد وانتشار البطالة في مناطق سيطرة نظام الأسد.
“أم محمد” ربة أسرة مكونة من 4 أطفال، تروي لنا معاناتها اليومية:
“اعتقل النظام زوجي منذ 10 أشهر أثناء ذهابه للعمل في منطقة حسياء الصناعية جنوب حمص 45 كم، ولم أعلم عنه شيئاً حتى اللحظة، وهو لم يحمل السلاح ولم يشارك بالمظاهرات، كان همه الوحيد تأمين طعام أطفاله، وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة، حيث يعاني من شبه شلل في يده اليسرى”.
وتضيف أم محمد: “بعد فترة قصيرة من غيابه كثرت علينا الديون ولم أجد من يعيل أطفالنا، ابنتي الكبيرة لم تتجاوز الخامسة عشر، أوكلتها رعاية أخواتها والعناية بالمنزل وذهبت للعمل بالزراعة 9 ساعات يومياً مقابل 2000 ليرة، لتأمين كيس خبز والقليل من الخضار بالكاد تكفي لإطعام أطفالي ليوم واحد، بعد أن أصبح مبلغ 2000 ليرة لا يكفي مصاريف نصف يوم”.
وتتابع “أم محمد” سرد معاناتها: “دخلنا فصل الشتاء وانتهت أعمال الزراعة ولم أعد قادرة على تلبية احتياجات أطفالي، حيث وصل سعر كيلو السكر لأكثر من 500 ليرة وكيس الخبز بلغ سعره 300 ليرة، وسعر كيلو حطب التدفئة 100 ليرة، ولدي أطفال لا يستطعون تحمل البرد، ما دفعني الأمر البارحة لبيع ثلاجة البيت بمبلغ 40 ألف ليرة سورية اي بما يعادل 50 دولاراً كي أشتري نصف طن من الحطب.. ماذا أفعل؟!”
تكفف “أم محمد” دموعها وتقول بأسى: “ليتني لم أخلق ولم ار أطفالي جياعا”.
“أم محمد” ليست الأم الوحيدة التي تعيل أطفالها، حالها حال سائر الأمهات اللواتي فقدن أزواجهن بسبب حرب نظام الأسد على الشعب السوري الذي أثقلت الجرائم والاعتقالات والتجويع كاهله.
عذراً التعليقات مغلقة