ياسر محمد- حرية برس:
مع تسارع المستجدات على الساحتين السياسية والميدانية السورية، تسابق روسيا الزمن لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب في سوريا، فهي لم تكتفِ فيما يبدو بالسيطرة السياسية على قرار الأسد ونظامه، والسيطرة على كلمل الساحل السوري، فقد تمددت في الآونة الأخيرة إلى مناطق شرقي الفرات واستطاعت اقتطاع مناطق من ميليشيا “قسد” لتعكر على الأميركان التفرد بالمنطقة، وكذلك لتقاسم تركيا السيطرة ما يجعلها شريكة في تقرير مصيرها مستقبلاً.. كما حركت روسيا ملف إدلب مجدداً فشنت طائراتها غارات أدت إلى مذابح بحق المدنيين، فيما حاولت قوات الأسد التقدم ميدانياً إلا أنها مُنيت بخسارات كبيرة.
وفي التفاصيل، أعلن قائد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، التوصل إلى اتفاق مع روسيا ينص على دخول قواتها إلى بلدات عامودا وتل تمر وعين عيسى في شمال شرق سوريا.
وقال عبدي، في تغريدة نشرها أمس الأحد على حسابه في موقع “تويتر”: إن “قوات سوريا الديمقراطية استقبلت اليوم قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، العميد ألكساندر تشايكو”، مشيراً إلى أن الاجتماع بين الطرفين كان “مثمراً للغاية”.
وأضاف: “اتفقنا على نشر القوات الروسية في كل من عامودة وتل تمر وعين عيسى من أجل أمن واستقرار المنطقة. نتطلع إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لمصلحة بلدينا”.
الصحفي المتخصص في الشأن الروسي، رائد جبر، رأى أن هذا “الاتفاق يعد خطوة في اتجاه استكمال تنفيذ اتفاق سوتشي، الذي كانت تركيا أعربت عن قلقها من تأخير تنفيذ بعض بنوده، وتفهمته روسيا، كما يمثل عنصراً ضامناً لأمن الأكراد أنفسهم، لأنهم يخشون من تداعيات العملية العسكرية التركية، وأيضاً عنصر أمان للقوات التركية”.
وفي تطور لاحق، أصيب ثلاثة جنود من القوات الروسية من جراء انفجار عبوة ناسفة في إحدى قرى مدينة عين العرب بريف حلب، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة في بيان لها، بحسب وكالة “ريانوفوستي” الروسية اليوم الاثنين، إن عبوة ناسفة يدوية الصنع انفجرت في أثناء استطلاع مدرعة تابعة للشرطة العسكرية الروسية طريق الدورية الروسية- التركية المشتركة.
وبعد أن وجدت روسيا مرطئ قدم ثابت لها شرقي الفرات، عادت لتفتح ملف إدلب من دون سابق إنذار، وفي توقيت هو الأسوأ لأربعة ملايين مدني يقطنون المنطقة، إذ تزامن الهجوم الروسي مع دخول الشتاء وتدهور أسعار صراف الليرة وندرة المواد الأساسية والضرورية.
واليوم الاثنين، استشهد 15 مدنياً اليوم في قصف جوي شنه الطيران الروسي ومروحيات قوات النظام على مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
ومنذ أول أمس السبت، تدور في المحافظة الاشتباكات الأعنف منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في آب الماضي.
وأسفرت تلك المعارك المستمرة على جبهات عدة في جنوب شرقي إدلب خلال 48 ساعة، عن مقتل 51 عنصراً على الأقل من قوات النظام و45 مقاتلاً من الفصائل المعارضة.
وفي هجوم مباغت، أول أمس السبت، تمكن فصيلا “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام” من دخول عدة قرى على محور ريف إدلب الشرقي الجنوبي وهي (رسم الورد وإسطبلات وسروج وإعجاز) بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
وواصلت الطائرات الحربية الروسية دعم وإسناد قوات النظام، وارتكاب المزيد من المجازر، فقصفت اليوم سجن إدلب المركزي الواقع غرب المدينة بأكثر من عشر غارات جوية، ويضم السجن مئات السجناء.
وقال موقع “بروكار برس”، إن هناك عدداً من الجرحى في المكان، ولكن سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إليهم بسبب شدة القصف.
Sorry Comments are closed