تيسير زيدان – حمص – حرية برس:
“أربعة.. بلمعة” كلمات تترد يومياً على مسامع السوريين في غالبية مدن وبلدات ريف حمص الشمالي في إشارة منهم الى انعدام الخدمات الاساسية والمقصود بها انقطاع التيار الكهربائي مدة 4 ساعات وتوصيلها لمدة لاتتجاوز الساعة الواحدة وبشكل متقطع.
وقد أطلق السكان هناك كلمة “لمعة بسبب المشاكل الفنية والتقنية التي تلحق الأدوات المنزلية التي تعمل على الكهرباء، فيما أوعزت الشركة العامة للكهرباء في محافظة حمص (تابعة لنظام الأسد) السبب في زيادة الطلب على الاستجرار وشح في الواردات النفطية والتي تزود محطات توليد الطاقة لا سيما مادة “الفيول” وهي المادة الأساسية التي تعمل عليها معظم محطات توليد الطاقة الكهربائية في سوريا ، الامر الذي أدى -بحسب الشركة- لزيادة عدد ساعات التقنين في محافظة حمص الى أكثر من 16 ساعة في اليوم الواحد، ولكن ليس في كل المناطق.
هنا تبرز معاناة سكان المناطق التي كانت تحت محررة من سيطرة نظام الأسد قبل نحو عام ونصف، أما في المناطق الموالية للنظام تنخفض ساعات التقنين إلى أقل من 8 ساعات يوميا مما يسبب حالة من الغضب والغليان لدى نفوس الكثير من سكان مناطق ريف حمص الشمالي وخاصة مع تدني درجات الحرارة بشكل مفاجئ في الأيام القليلة الماضية.
ولا يقف عند الكهرباء فقط؛ بل إن عدم توافر مادة الغاز المنزلي يشكل تحديا أكبر، فمعظم السكان يعتمدون على الغاز أو الكهرباء لتحضير الطعام بسبب غلاء وشح المشتقات النفطية كالمازوت والبنزين حيث يصل سعر الليتر الواحد من الديزل إلى أكثر من 350 ليرة -إذا توفر- وسعر ليتر البنزين إلى أكثر من 500 ليرة سورية، مما يزيد من معاناة السكان ويرهق كاهلهم.
وهنا يبدو للجميع الفرق الكبير بين سيطرة المعارضة أو النظام على المنطقة حيث كان من المفترض أن تنخفض الأسعار بدل أن ترتفع وتتوافر جميع المواد بدل أن تنقص في ظل رفع الحصار وسيطرة نظام الأسد على المنطقة؛ فقبل نحو عامين ومع الحصار الذي كان مفروضا على ريف حمص ورغم القصف والمذابح وسوء الإدارة والفساد الذي تفشى في مؤسسات المعارضة كانت الخدمات أفضل والأسعار أقل بكثير؛ مياه الشرب كانت تصل المنازل كل أسبوع مرة أو مرتين، بينما اليوم تكاد تصل كل 10 أو 15 يوماً وقد لا تصل إلا مرة كل شهر . أما المحروقات فكان سعر ليتر المازوت دون 300 والبنزين بحدود 400 أو ينقص في بعض الاحيان، ناهيك عن الوضع الأمني وحالة الترهيب التي تمارس على السكان من قبل الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد مما زاد في حالة الغليان والاحتقان والغضب في نفوس السكان في المنطقة وسط مخاوف من أزمة انسانية مقبلة في ضل انعدام معظم مقومات الحياة وعدم قدرة النظام على تلبية احتياجات السكان الذي يتجاوز عددهم 300 ألف نسمة.
يشار إلى أن منطقة ريف حمص الشمالي تعاني منذ 8 سنوات من أوضاع إنسانية صعبة منذ انطلاق الثورة السورية، ومازالت.
عذراً التعليقات مغلقة