ياسر محمد- حرية برس:
ما زالت المفاوضات والمحادثات المباشرة وغير المباشرة متواصلة بين ميليشيات “قسد” الانفصالية ونظام الأسد، وما يعيقها هو اشتراط كل طرف على الآخر ومحاولة تحقيق أكبر قدر من المكاسب، وفيما يستقوي النظام بروسيا فإن الأكراد الانفصاليين يستقوون بالولايات المتحدة و”إسرائيل” التي قالت صراحة إنهم طلبوا مساعدتها.
وفي التفاصيل، حدد القائد العام لميلشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، شرطين للتوصل لاتفاق مع نظام الأسد، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن وكالة الأنباء الألمانية.
وقال “عبدي” في مقابلة مع “شبكة روداو” الكردية العراقية: “حتى نتوصل مع النظام السوري إلى اتفاق، لنا شرطان أساسيان: الأول، أن تكون الإدارة القائمة حالياً جزءاً من إدارة سوريا عامة، ضمن الدستور. والثاني، أن تكون لـ(قوات سوريا الديمقراطية)، كمؤسسة، استقلالية، أو يمكننا القول بأن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسوريا”. وكشف عن أن “النظام السوري يريد لهذه القوات أن تنضم إلى الجيش على شكل أفراد وأشخاص وقيادات. ومن جهتنا لا يمكن القبول بهذا الشكل”. واعتبر أنه “ليست مهمة النظام أن يجبر تركيا على التوقف عن نشاطها في شمال سوريا… وأن مجيئها إلى المنطقة الحدودية سياسي لا عسكري”.
فيما يصر نظام الأسد على عودة مذلة للميليشيا الانفصالية بعد خساراتها في الشريط الحدودي وطردها إلى عمق 30 كم بعد اتفاق تركيا المزدوج مع الروس والأميركان.
وفي سياق قريب، وخلال تصريح علني نادر، قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي هوتوفلي، إن حكومة بلادها تلقت طلبات من كرد سوريا بغرض مساعدتهم.
وبينت هوتوفلي خلال حديثها أمس الأربعاء، أن مساعدة “تل أبيب” لكرد سوريا تأتي وفق اعتبارات أبرزها أن “كرد سوريا يمثلون ثقلًا يوازي النفوذ الإيراني”.
وقالت هوتوفلي، أمام البرلمان، إن تل أبيب تلقت من كرد سوريا الكثير من الطلبات لتقديم المساعدة، لا سيما في المجالين الدبلوماسي والسياسي، مبينة أن حكومة “إسرائيل” وافقت عليها.
وأضافت: “نحن ندرك المحنة الكبيرة التي يعانيها الكرد ونساعدهم من خلال عدة قنوات”.
وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتيناهو، قال في وقت سابق، عبر حسابه في تويتر، بالتزامن مع بدء عملية “نبع السلام” العسكرية التركية شمالي سوريا، إن بلاده “ستبذل كل جهد لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب الكردي الباسل”، واصفاً العملية العسكرية بـ”الاجتياح”.
أما فيما يخص النفط الذي يقع في مناطق سيطرة “قسد”، والذي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يريد حصة أميركا منه، فقد قال قائد “قسد” مظلوم عبدي: إن “الكل يعلم أن أميركا لا تحتاج إلى النفط. هم يقولون إنهم لا يريدون أن يدخل هذا النفط في يد (داعش) ويد النظام السوري أو القوات الأُخرى، وينبغي أن يبقى الأميركيون هنا حتى يكونوا جزءاً من هذا التوازن”.. وكانت أميركا أعلنت اليوم أن النفط السوري تستثمره جهات سورية، فيما قالت وسائل إعلام إن “قسد” تتاجر به مع “إسرائيل”، وهو الذي يوثق العلاقة بين الأطراف الثلاثة (قسد، أميركا، إسرائيل).
عذراً التعليقات مغلقة