ياسر محمد- حرية برس:
خالف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تصريحات حلفائه الروس، نافياً أن يكون المسلحون الانفصاليون قد غادروا “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، كما زعمت روسيا وأميركا، وكما ادعت “قسد”. متعهداً بمواصلة العملية العسكرية “نبع السلام” حتى تحقيق أهدافها.
وفي التفاصيل، قال أردوغان إن ادعاء روسيا بانسحاب المنظمات الإرهابية من شمال شرق سوريا ليس صحيحاً، وتعهد الرئيس التركي اليوم الثلاثاء بمواصلة قواته عملياتها العسكرية إلى حين تحقيق أهدافها في شمال شرق سوريا، فيما وجه كلمة لكل من الروس والأميركيين.
رسائل لأميركا وروسيا
وقال الرئيس التركي: “سنواصل عملياتنا العسكرية في سوريا إلى حين إنشاء منطقة آمنة وعودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم”.
وأوضح أن ميليشيات “وحدات حماية الشعب الكردية” لم تغادر تل رفعت ومنبج في سوريا رغم الاتفاقات مع أميركا وروسيا.
وقال إن أميركا لا تزال تنفذ دوريات مشتركة مع “وحدات حماية الشعب الكردية” داخل سوريا، “وهذا لم يكن جزءاً من اتفاقنا”.
واستنكر أردوغان ألا تدرج واشنطن في تقاريرها “القوات الكردية” في سوريا على أنها إرهابية، وتساءل “هل هذه التنظيمات الملطخة أيديها بالدماء بريئة؟ بالطبع لا”.
وبخصوص روسيا، قال إنها تدعي أن المنظمات الإرهابية انسحبت من مناطق في شمال سوريا “وهذا ليس صحيحاً”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن اليوم إتمام تنفيذ مذكرة التفاهم الروسية التركية بشأن سحب التشكيلات الكردية إلى عمق ثلاثين كيلومتراً عن الحدود التركية في شمال شرق سوريا.
وفي مؤتمر صحفي في موسكو، أشار لافروف إلى أن العسكريين الروس يقومون بالعمل والتنسيق الوثيق مع قوات النظام على طول الحزام الحدودي الممتد حتى عمق ثلاثين كيلومتراً.
كما أكد تسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية حتى عمق عشرة كيلومترات في إطار هذا الحزام.
واليوم سيرت تركيا وروسيا ثاني دورياتهما المشتركة على الحدود السورية- التركية بعد خروج ميلشيا “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من المناطق الحدودية السورية مع تركيا.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها اليوم الثلاثاء، إنها بدأت تسيير ثاني دورياتها البرية المشتركة مع روسيا، بمشاركة طائرات بدون طيار في عين عرب (كوباني) شرق الفرات، في إطار الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا في 22 من تشرين الأول الماضي.
“نبع السلام” ترفع شعبية أردوغان
ويبدو الرئيس التركي مصراً على تنفيذ الاتفاقات مع واشنطن وموسكو شرقي الفرات وفق الفهم التركي، مدعوماً بارتفاع نسبة تأييده في الشارع التركي، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “ميتروبول” أن نسبة تأييد الأتراك للرئيس رجب طيب أردوغان ارتفعت بدرجة كبيرة الشهر الماضي بعد عملية “نبع السلام” في شمال شرق سوريا لطرد “وحدات حماية الشعب الكردية” من المناطق المحاذية لحدودها.
وأظهر الاستطلاع الذي نشر اليوم الثلاثاء أن نسبة التأييد لأردوغان ارتفعت بمقدار 3.7 نقطة مئوية إلى 48 بالمئة في أكتوبر تشرين الأول، وهو أعلى معدل لها منذ الفترة التي تلت الانتخابات الرئاسية في يونيو حزيران 2018 والتي استطلعت قبل أن تحتدم أزمة العملة المحلية العام الماضي.
كما انخفضت نسبة غير المؤيدين للرئيس التركي بمقدار 9.3 نقطة مئوية إلى 33.7 بالمئة في أقل معدل لها منذ محاولة انقلاب في يوليو تموز 2016. ولم يستجب نحو 18 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أو قالوا إنهم ليس لديهم رأي قاطع في الأمر، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
عذراً التعليقات مغلقة