وهم الدولة والسلاح المنتظر

وليد أبو همام1 نوفمبر 2019آخر تحديث :
وهم الدولة والسلاح المنتظر

بينما تطالب الشعوب العربية حكامها بإصلاح أوضاع بلادهم المتدهورة في مختلف نواحي الحياة، لا تزال حكوماتها ترزح تحت الوصاية الخارجية التي يبدو أنها بدأت تستخدم أسلوبها التقليدي كما كانت قبل استقلال الدول العربية عنها بفرض وجود مندوبين لها وقوات عسكرية على الأراضي العربية.

وحتى يستطيع المواطن العربي في أية دولة عربية الحصول على كامل حقوقه يجب أن يكون شأن الدولة غير منوط بجهات خارجية وفيما يبدو أن هذا الأمر بات من المسلمات في عصرنا هذا، ومهما حاولت الحكومات أن تبرهن لنفسها ولشعوبها بأنها صاحبة الرأي والسلطة، فلم يعد ذلك يجدي نفعا مع تكرار الأدلة والبراهين على الانغماس إلى قاع العبودية والانقياد حفاظا على المناصب والعروش.

الموت البطيء الذي تعاني منه المنطقة العربية بدأت أعراضه تظهر جليا في كمية الثورات المطالبة بالتغيير وكذلك في كمية الأيادي الخارجية العابثة للتأثير على مستقبلها، لكن ذلك مازال يقابل بالمكابرة حينا وتزييف الحقائق أحيانا والنفي وتأكيد الاستقلالية والسيادة ولا يزيد ذلك إلا اعترافا صريحا بالعجز عن المضي في الإصلاح وحتى الوصول إلى درجة العجز عن ترك السلطة إلا في حال الموت.

المضحك في هذا الأمر أن تستطيع الميليشيات الصغيرة وخاصة المدعومة من إيران أن تحصل على مركز قوي ومنافس للدولة وتفرض شروطها على الحكومة بل وعلى دول أخرى، وقد لا يكون للقدرة العسكرية والعدد أي دور في هذا الأمر بل يتعلق بمن يقف وراء هذه الميليشيات، ويبدو أن إيران وعروضها العسكرية قد نالت منالها وخاصة من العرب الذين صدقوا هذه الكذبة المزعومة، ولم نرى حتى الآن دولة أخرى غربية أو شرقية قد هابت إيران بل وحتى لم نسمع من الدول المعادية ظاهريا لإيران والتي تملك سلاحاً نووياً منذ عشرات السنين أنها هددت باستخدامه لردع إيران أو لفرض شروطها.

وما يحصل اليوم أن إيران وربما الغرب معها قد اعجبته فكرة الفزاعة النووية التي لم تملكها إيران بعد لجعل الدول العربية تستجير بمن يحميها من هذا الخطر المستقبلي، ويمكن أن نقول أن أعداء العرب هم أكثر المستفيدين من هالة الرعب التي أحاطت إيران بها نفسها وخاصة ( دولة اسرائيل) إذ أنها حمت نفسها، مرة بسلاحها وجبروتها ومرة بأيدي العرب عندما هابوا إيران وأذرعها، وبذلك ستبقى حدودها آمنة لايجرؤ أحد على الإقتراب منها.

لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير بل إلى قليل من الجرأة للخروج من عنق الزجاجة والعمل على العودة إلى موقع اتخاذ القرار دون الخضوع لهذه الأكاذيب الواهية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل