ياسر محمد- حرية برس:
منذ أكثر من عام مضى، سرت أحاديث عن “صفقة” روسية تركية يتم فيها مقايضة إدلب بشرقي الفرات، ومع أن تركيا نفتها بشدة وما زالت، إلا أن الوقائع في الميدان اليوم ترجح كفة من يقولون بصحتها ولو جزئياً.
فتزامناً مع انسحاب ميليشات “قسد” من المناطق المحددة في اتفاق “سوتشي” بين روسيا وتركيا، واتفاق “المنطقة الآمنة” بين تركيا وأميركا، بدأت قوات النظام مدعومة بحليفها الروسي هجوماً على عدة مناطق غربي محافظة إدلب، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين في جسر الشغور ومحيطها.
واليوم الخميس، أعلنت روسيا، بدء انسحاب عناصر ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها من المناطق الحدودية شمال سوريا، تنفيذا لاتفاق “سوتشي” الموقع بين تركيا وروسيا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين: “بدأ المقاتلون الأكراد بسحب تشكيلاتهم من المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا، ويسعدنا أن نلاحظ أن الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها في سوتشي يجري تنفيذها .. كل شيء يجري تنفيذه”.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الخميس، عن مسؤول في ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” قوله: إن أكراد الجماعة انسحبوا لمسافة 32 كيلومتراً من الحدود مع تركيا.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، إن تركيا ستستخدم حقها في سحق المقاتلين الانفصاليين الذين لم ينسحبوا من “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا بموجب اتفاق هدنة مع الولايات المتحدة، واتفاق “سوتشي” مع روسيا.
وتستعجل روسيا تنفيذ الاتفاق، إذ سيرت دوريات قرب عين العرب “كوباني” أمس الأربعاء، واليوم ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع أن الشرطة العسكرية الروسية تنفذ دوريات على طريق جديد على الحدود السورية التركية.
ولتغطية مناطق سيطرتها الجديدة في سوريا، تجهز وزارة الدفاع الروسية لإرسال مزيد من عناصر “الشرطة العسكرية” والعتاد العسكري إلى سوريا خلال أسبوع.
وبحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الخميس، عن مصدر بوزارة الدفاع لم تسمه، فإن موسكو تتجهز لإرسال 276 عنصراً من “الشرطة العسكرية” و33 وحدة من العتاد العسكري.
ويعتقد محللون أن روسيا ستفتح جبهة إدلب مجدداً، مستفيدة من اتفاق شرق الفرات، خاصة مع التطورات التي حدثت اليوم وتجاوزت حد المناوشات إلى محاولات اقتحام مناطق وارتكاب مجازر.
فقد ارتكبت قوات الأسد اليوم الخميس، مجزرة راح ضحيتها 7 مدنيين بقصفها لقرية الجانودية بريف إدلب الغربي.
وأفاد مراسل “حرية برس” أن قوات الأسد استهدفت سوق قرية الجانودية قرب مدينة جسر الشغور، براجمات الصواريخ، ما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين وإصابة آخرين.
كما تعرضت بلدات “معرة حرمة، بداما، ومحيط بلدة خان طومان” بريف إدلب، لقصف من قبل قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، ما أحدث أضراراً مادية في الممتلكات.
وشنت طائرات العدوان الروسي غارات على بلدات “معرزيتا، ترملا، ركايا، سرجة، وقرية بزابور”، وأطراف مدينة كفرنبل.
كما أن قوات النظام قامت بمحاولة اقتحام فاشلة على محور “الكبينة” بوابة محافظة إدلب من جهة الغرب، والتي تُعد هدفاً استراتيجياً للنظام والروس.
الباحث أحمد أبا زيد رأى أن “توقف العمليات الروسية في إدلب كان مؤقتاً بالعملية التركية في شرق الفرات”، وزاد أبا زيد في منشور على تويتر: “مع الاتفاق التركي الروسي من المرجح أن يعود التصعيد الروسي في إدلب، روسيا لن تنفذ اتفاقها مع تركيا حول قسد في الشرق (ليست المرة الأولى) وستكون إدلب ميدان ابتزاز مستمر لاستكمال التفاهمات الأخرى”.
Sorry Comments are closed