ياسر محمد- حرية برس:
لا يبدو أن الخطة المفاجئة التي طرحتها ألمانيا أمس الاثنين، بخصوص شرقي الفرات، قد وجدت آذاناً صاغية لدى الحلفاء قبل الخصوم، وهو ما أكده وشكاه وزير الخارجية الألماني، في الوقت الذي ضاقت فيه خيارات الانفصاليين المحليين في المنطقة وراحوا يندبون حظهم ويشكون الخذلان ويفكرون بالانضمام إلى قوات الأسد.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، اليوم الثلاثاء، إن مقترح بلاده بإقامة منطقة أمنية دولية في شمال سوريا “أغضب كثيراً من حلفائهم”، من دون أن يسمي هؤلاء الحلفاء.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية “انيغريت كرامب-كارنباور” طرحت أمس، مقترحاً بإنشاء “منطقة أمنية” تخضع لمراقبة دولية في سوريا على الحدود مع تركيا، ورأت أن هدف هذا المقترح لا بد أن يتضمّن أيضاً برنامجاً مدنياً لإعادة البناء، فيما وصفت الموقف الأوروبي من الوضع في سوريا بالسلبي وأنّهم “كالمتفرّجين من وراء سياج”.
وأضاف وزير الخارجية الألماني بحسب ما نقلت وسائل إعلام عنه: “منذ يوم أمس، تلقينا أسئلة من حلفائنا وهناك قدر من الغضب بين شركائنا”، مردفاً: “يجري نقاش بين الشركاء حالياً حول إقامة مثل هذه المنطقة الأمنية الدولية”.
وكان سوريون قد رحبوا بالمقترح الألماني الذي تأخر 8 سنوات وفق قولهم، مطالبين أنه في حال تم فإنه يجب أن يشمل كافة المناطق المحررة في الشمال (إدلب وأرياف حلب وحماة)، متسائلين أين كان مثل هذا المقترح عندما دكت قوات الأسد وروسيا بالطيران مئات المدن والقرى والبلدات وأزهقت أرواح مئات الآلاف من المدنيين!.
ومن وحي المطلب الألماني، طالبت رئيسة الهيئة التنفيذية لما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، الولايات المتحدة بفرض حظر جوي على شمال وشرقي سوريا، مشيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يحدد خارطة واضحة للوجود التركي.
وطالبت إلهام أحمد، بعد لقائها، أمس الاثنين، مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، الإدارة الأميركية بالوفاء بالتزاماتها تجاه الكرد، وإقامة منطقة حظر طيران وقوات دولية على الحدود بين سوريا وتركيا.
وفي سياق قريب، ومع بقاء ساعات قليلة على انقضاء مهلة الـ120 ساعة التي يجب أن يخلي بعدها انفصاليو “قسد” مواقعهم المتفق عليها بين تركيا وأميركا شرقي الفرات، واستباقاً لما سيصدر عن الاجتماع المصيري المنعقد بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، قال رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم خلال لقاء على قناة “آر تي” الروسية: إن الروس خذلونا أكثر من مرة.
وأكّد القيادي الانفصالي أنّ روسيا استقدمت آليات وقوات لها إلى عفرين عام 2018 لكنّها سرعان ما انسحبت بعد أن اتّفقت مع تركيا، وقالوا للكرد: إمّا أن تستسلموا للنظام أو سنترككم للأتراك. وفق قوله.
وفي تطور لافت، كشف مصدر مطلع في مدينة القامشلي لموقع “بروكار برس” أن وفداً عسكرياً بارزاً تابعاً لقوات النظام، التقى مع قيادات من ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اليوم في مطار المدينة، من أجل بحث دمج هذه الميليشيات في صفوف قوات الأسد.
وأكد المصدر لـ “بروكار برس” أن وفداً ضم نائب وزير الدفاع في النظام محمود الشوا، اجتمع مع قيادات من (قسد) وبحث معهم قبول دمج عناصر “الوحدات الكردية” في قوات النظام وفق شروطه الكاملة.
Sorry Comments are closed