سباق الساعات الأخيرة لرسم ملامح “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات

فريق التحرير21 أكتوبر 2019آخر تحديث :
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل – سبوتنيك

ياسر محمد- حرية برس:

مع اقتراب انتهاء مهلة الـ120 ساعة التي حددها الاتفاق التركي الأميركي لوقف إطلاق النار شرقي الفرات، تكثف بعض الدول مساعيها لرسم ملامح “المنطقة الآمنة” المزمعة، والتي تريد تركيا أن تنشئها وتقودها بنفسها، إلا أن ذلك لن يكون سهلاً وفق التصريحات القادمة من ألمانيا وفرنسا وروسيا على وجه التحديد. 

فقد دعت وزيرة الدفاع الألمانية، إنيجريت كرامب كارنباور، مساء اليوم الاثنين، إلى “تشكيل منطقة حماية دولية بالتنسيق مع روسيا وتركيا”، ولم تتضح بعد تفاصيل تلك المنطقة.

فيما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن بلاده لن تحتل أي جزء من سوريا، وأنه سيتخذ الخطوات القادمة بعد مباحثات في روسيا. 

وقال أردوغان في افتتاح منتدي “تي ري تي وورلد”، اليوم، إن تركيا لا تطمع في تراب أي دولة، ولا تستهدف حرية أي شعب، وإنها لا تريد أن تأخذ أي أرض ليست تابعة لها، مشدداً على أن العملية التركية في سوريا تهدف إلى حماية أمن تركيا. 

حديث أردوغان يأتي قبيل ساعات من لقاء منتظر يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بويتن غداً في جنوب روسيا، لبحث “المنطقة الآمنة” ومناطق بعينها مثل “منبج وعين العرب”. 

بوتين استبق اللقاء باتصال مع الرئيس الفرنسي إيماويل ماكرون، مساء اليوم، إذ قال الكرملين في بيان، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدثا هاتفياً اليوم الاثنين وبحثا الوضع في شمال شرق سوريا وأوكرانيا. 

وأضاف الكرملين أن وجهة النظر التي تم التعبير عنها خلال الاتصال هي ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا. 

فيما قال ماكرون “إن من المهم تمديد وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا”. 

وأضاف أنه يتوقع إنهاء التوتر في شمال شرق سوريا بالوسائل الدبلوماسية. 

وفي السياق نفسه، أعرب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، عن أمل بلاده في عدم استئناف العملية العسكرية التركية بعد انتهاء مهلة الأيام الخمسة، في ظلّ تلويح تركي مستمر بمواصلتها في حال لم تنسحب ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من حدود المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها. 

وفي تكرارٍ لموقف مجلس الوزراء الألماني، قال ماس في مؤتمر صحفي، بعد مفاوضاته مع نظيره البيلاروسي: إنّ العملية العسكرية التركية تتناقض مع القانون الدولي ولا يجب أن تتواصل. 

وأضاف: “أبلغنا الجانب التركي بضرورة استخدام كل الإمكانيات لإيجاد حل سياسي بعد انتهاء الهدنة المستمرة خلال 5 أيام، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية التركية في الوقت ذاته”. 

ويبدو أن روسيا تعد ورقة لعرضها على الرئيس التركي في لقاء غد، تتضمن توسيع “اتفاق أضنة” الموقع بين تركيا ونظام الأسد عام 1998. 

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، إن روسيا مستعدة للمساعدة في إطلاق حوار بين تركيا ونظام الأسد، مؤكداً أنه يجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة، الموقعة بين البلدين. 

وتابع: “من الواضح أن الحوار بين أنقرة ودمشق (نظام الأسد) يجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة لعام 1998″، موضحاً أن موسكو تدعم كذلك إدخال تغييرات على اتفاقية أضنة. 

ويُعتقد أن مصير “المنطقة الآمنة” سيتحدد بشكل كبير في لقاء الغد الذي يجمع أردوغان وبوتين، إذ يقول متابعون ومحللون إن الاتفاق التركي- الأميركي محصور في المنطقة ما بين رأس العين وتل أبيض بعمق 32 كيلومتراً. 

أما ما تبقى من المناطق الحدودية التي تسيطر عليها “قسد”، فمصيرها رهن ما سيتوصل إليه أردوغان مع بوتين غداً. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل