تعددت الرسائل الأمريكية المطكئنة للمليشيات الكردية في سوريا، والتحذيرية لتركيا من شن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، بعد انسحاب أمريكي جزئي من مواقع في شرق الفرات، تزامنت مع تغريدات وتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا وكأنها تمهد الطريق أمام العملية التركية العسكرية التي أعلنت قيادات تركية خلال اليومين الماضيين إتمام الإستعدادات لها.
الرئيس الأميركي ترامب، أعلن اليوم أن الولايات المتحدة “لم تتخل عن الأكراد” في سوريا، في وقت حملت تصريحات لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رسائل تطمين جديدة لوحدات حماية الشعب.
وجاءت تغريدة ترامب بعد إعلان الولايات المتحدة البدء في إعادة انتشار لقواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، على وقع تهديد تركيا بهجوم وشيك على مناطق تنتشر فيها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وكانت مليشيا “قسد” التي يهيمن عليها مقاتلو مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية حذّرت أمس الاثنين، من أن أي هجوم سيقوّض الجهود الناجحة التي بذلتها لدحر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وسيسمح بعودة قادته المتوارين عن الأنظار.
وفي السياق ذاته أعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لـقناة “الحرة” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، عن ثقته بالقدرات العسكرية لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مؤكدا أنها ستواجه القوات التركية في حال شنت هجوما على مناطق سيطرتها في شمال سوريا.
وكشف المسؤول أن القيادة العسكرية الأميركية المتمثلة برئاسة هيئة أركان القوات المشتركة والقيادة الوسطى (سانتكوم)، ستبقى ملتزمة بالدفاع عن حلفائها الذين حملوا السلاح منذ عام 2014 وقدموا التضحيات الكبيرة في مقاتلة تنظيم داعش ودحره خلال معارك بطولية في شمال شرقي سوريا.
وردا على سؤال عن احتمالات توغل الجيش التركي إلى القامشلي وعين عيسى وتل أبيض وغيرها من المناطق الكردية، اكتفى المسؤول بالقول إن “رسالة الرئيس ترامب وصلت إلى الأتراك وقد فهموا مضمونها”.
وتحتجز مليشيا قوات سوريا الديمقراطية عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم “داعش” وأفراد عائلاتهم، وبينهم عدد كبير من الأجانب. وهددت من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلبا على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات.
وكانت خطوة ترامب المفاجئة أثارت انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين إذ اعتُبرت بمثابة تخلٍ عن المليشيات الكردية التي كانت حليفًا رئيسيًا لواشنطن، في معركتها ضد تنظيم الداعش.
لكن بدا ترامب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق الاثنين، فهدد عبر تويتر بـ”القضاء” على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب. وقال “أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنساني (…) فسيواجهون اقتصاداً مدمّراً بالكامل”.
وردّ نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي على تهديد ترامب الثلاثاء، محذّراً من أن “تركيا ليست دولة تتحرّك بناء على التهديدات”.
ونددت أنقرة مراراً بالدعم الأميركي للمليشيات الكردية في سوريا نظراً لعلاقتها مع حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي خاض تمرّداً داميًا ضد الدولة التركية منذ العام 1984.
وجاء في تغريدة لوزارة الدفاع التركية “استُكملت جميع التحضيرات لتنفيذ عملية”. وأما نظام الأسد فرأى في التطورات الأخيرة فرصة لدعوة الأكراد للعودة “إلى الوطن”.
Sorry Comments are closed