ياسر محمد- حرية برس:
تصاعدت وتباينت ردود الأفعال حول “المنطقة الآمنة” المزمعة شرقي الفرات، مع تصاعد حدة الخطاب التركي والتهديد بعمل أحادي إن لم تنجز الولايات المتحدة اتفاقها مع تركيا حول الموضوع في أسرع وقت ممكن.
وفي جديد الملف، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش جاويش أوغلو لقناة “خبر”، اليوم الخميس، إن بلاده لم تر جدية من جانب الولايات المتحدة. وأضاف: “نحن نعتقد أن هذه العملية الجارية مع الولايات المتحدة لن تأخذنا إلى النقطة التي نريد الوصول إليها. المعلومات الواردة من الميدان تثبت ذلك”.
وأوضح أوغلو أن تركيا لا تعتقد أن جهودها مع الولايات المتحدة لإقامة “منطقة آمنة” في شمال شرقي سوريا تحقق النتائج المرجوة، وهي مستعدة لشن عملية عسكرية.
وكرر جاويش أوغلو كلام الرئيس أردوغان الذي قاله أول من أمس ومفاده أن تركيا مستعدة لشن هجوم بشكل أحادي. وقال: “يتعين علينا اتخاذ خطوات لطرد المنظمات الإرهابية من حدودنا وإعادة النازحين إلى هناك”.
روسيا، وفي مناكدة للولايات المتحدة التي تسيطر فعلياً على مناطق شرق الفرات، أبدت “تفهمها” لمخاوف أنقرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين “ديميتري بيسكوف” إنّ موسكو “تراقب الوضع عن كثب بعدما قالت تركيا إنها ستتحرك بمفردها في خطة لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا”، وزاد في تصريحات للصحافيين أن “من حق تركيا الدفاع عن نفسها”، مستدركاً أنه “يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا”. وأوضح بيسكوف أن “الرئيس بوتين تحدث أكثر من مرة عن حق تركيا في حماية أراضيها من العناصر الإرهابية، شرط المحافظة على وحدة الأراضي السورية وكيانها السياسي الموحد، وهو ما اتفقنا عليه مع زملائنا الأتراك”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “الولايات المتحدة لا تريد أن تتفق تركيا مع سوريا مباشرة، وأرادت أن تأخذ على عاتقها عملية ضبط الحدود، وفي الوقت ذاته لا ترغب في مناقشة وجود الأتراك ضمن القوى التي ستنتشر في المنطقة (الآمنة) التي سيشكلها التحالف. وأنا أتفهم تماماً أن تركيا لا توافق على هذا الطرح، لأن القوى التي ليس لها علاقة بالمنطقة ومشكلة الأمن على هذه الحدود (الولايات المتحدة) تفرض رؤيتها”.
واتهم لافروف في جلسة “منتدى فالداي الشرق الأوسط ” الولايات المتحدة بمحاولة عزل مناطق شرق الفرات.
أما الولايات المتحدة التي أبرمت اتفاق “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات مع الأتراك، فإنها بعد تقاعسها عن تنفيذ الاتفاق، أبدت تخوفات من “توغل تركي كبير” في تلك المناطق.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الخميس، عن مسؤولين أمريكيين قولهم هذا الأسبوع إنهم رأوا أدلة متزايدة على أن تركيا تستعد لإدخال قوات في شمال شرقي سوريا، وهي خطوة قد تعرض القوة الأمريكية المتبقية للخطر.
وقال مسؤول أمريكي لم تسمه الصحيفة: “إنها عاصفة مثالية، إنها قبيحة حقاً.. قد لا يكون هناك خيار سوى المغادرة”. بحسب ما نقلت صحيفة “عنب بلدي”.
وبقي نظام الأسد على تخبطه في ملف شرقي الفرات كما في باقي الملفات، إذ ينتظر التصريحات الروسية والإيرانية ليبني ردود أفعاله عليها.
وفي هذا الصدد، دعا وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، تركيا إلى العمل باتفاقية أضنة الموقعة عام 1998، والتي تسمح للأتراك بالتوغل مسافة 5كم داخل الحدود السورية في نطاق عمليات “مكافحة الإرهاب”!.
Sorry Comments are closed