ياسر محمد- حرية برس:
مع دخول سوريا عموماً وإدلب على وجه الخصوص منعطفات جديدة في المسار السياسي والميداني، قالت روسيا إنها ربما تخوض حرباً لسنوات ضد “الجماعات الإرهابية” في إدلب، وذلك كي لا تخسر حليفها القوي، تركيا، فيما بدأت تركيا بإجراءات لمكافحة وحل “هيئة تحرير الشام” التي لها القوة الأكبر والكلمة العليا في آخر قلاع المعارضة بإدلب.
وفي التفاصيل، نقلت الوكالة الألمانية عن مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقاعدة “حميميم العسكرية الروسية” في سوريا قولها “باتت مقاطعة إدلب تحت سيطرة الإرهابيين ولم يعد هناك وجود لأي قوات معتدلة، ولا يوجد حل بسيط نهائياً، فأي عملية عسكرية واسعة النطاق ستتحول إلى كارثة إنسانية تهدد الحلفاء، وتثير غضب تركيا الحليف القوي، وفي الوقت نفسه من المستحيل السماح لتنظيمات هيئة تحرير الشام وأحرار الشام أن تكون معقلا لهم لتهديد لمصالح روسيا”.
وأضافت “لذلك يجب أن نقوم بسلسلة من عمليات مكافحة الإرهاب على مدار سنوات طويلة دون هجوم واسع النطاق”، بحسب ما نقل موقع الجزيرة نت اليوم الإثنين.
وكان نحو 4 ملايين مدني يتخوفون من مصير مماثل لما حصل في مناطق “خفض التصعيد” التي نتجت عن مسار “أستانا” التفاوضي بين تركيا وروسيا وإيران، وأفضت إلى تسليم كل تلك المناطق إلى نظام الأسد تحت مسمى “مصالحة وطنية” برعاية مباشرة من قاعدة “حميميم” الروسية التي تقود العمليات العسكرية والسياسية في سوريا بغطاء من نظام الأسد.
ورشح عن اجتماع أنقرة الأسبوع الماضي، أن روسيا ستجمد الوضع في إدلب وتوقف هجومها، لتعطي فرصة لتركيا من أجل حل أو محاربة “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على معظم إدلب، وتُصنف على أنها منظمة إرهابية.
وفي هذا الصدد، بدأت تركيا إجراءات فعلية قبل يومين، فصرح مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، لقناة “حلب اليوم”، بأن صبر بلاده تجاه “تحرير الشام” بدأ ينفد، قائلاً: “تركيا لن تصبر إلى النهاية، ووارد أن يتكرر سيناريو عفرين في إدلب”.
وأضاف أقطاي أن “تحرير الشام” تدعي أنها تحافظ على إدلب، و”لكنها ذريعة لجلب القصف والقتل والتدمير، والنتيجة تهجير أهالي المنطقة، ويجب تنبيه عناصرها وتحذيرهم من أجل فهم اللعبة التي هم فيها لكي لا يكون ذريعة لهدر دم الناس”.
وفي تحذير صريح ونادر، قال أقطاي: “تركيا لا تستطيع أن تحافظ على إدلب بوجود ذريعة تحرير الشام”.
كلام مستشار الرئيس التركي يفتح الباب على احتمالات متعددة في إدلب التي تحتفظ تركيا فيها وفي جوارها بـ12 نقطة مراقبة عسكرية بموجب اتفاق “وقف النار” الذي أبرمته مع روسيا في أيلول 2018.
وعلى مدى ستة أعوام غيرت “هيئة تحرير الشام” اسمها عدة مرات، من “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” وأخيراً إلى اسمها الحالي، وفي تموز 2016 أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني فك الارتباط بتنظيم “القاعدة” ووقف العمل باسم “جبهة النصرة”، إلا أن ذلك لم يُجدِ نفعاً وبقيت مصنفة على لوائح الإرهاب الدولية.
وتشهد محافظة إدلب حراكاً شعبياً متصاعداً ضد “تحرير الشام” وزعيمها “الجولاني”، إلا أنهم يواجهون التصعيد الشعبي بالرصاص والاعتقالات والتضييق على الحريات التي زعموا أنهم جاؤوا لنصرتها!.
Sorry Comments are closed