إلى الحكام العرب: رهانكم سيخسر

محمود أبو المجد21 سبتمبر 2019آخر تحديث :
إلى الحكام العرب: رهانكم سيخسر

نهضة الشعوب ليست مرتبطة بمأساة شعب وتهجيره بسبب صحوته، وحينما تثور الشعوب لا تنظر إلى الثورات الأخرى ونتيجتها، سواء كانت فاشلة أم نجحت، على الرغم من نجاح الثورات في كل العالم على مر العصور والأزمان، لكن تختلف في زمن نصرها وتحقيقها المنشود.

وفي الحالة العربية كان للحكام العرب دور كبير في مأساة الشعب السوري لعدة أسباب كانوا يظنون أنها لصالحهم، فحينما دعم الحكام العرب نظيرهم الطاغية بشار اعتقدوا أن حراك الثورات والربيع العربي سيتوقف عند هذه النقطة، ولن تمتد آثاره إليهم، لكنهم لم يضعوا في حسبانهم أن الثورة فكر وليست بعبعاً يتم إخافة شعوبهم به، وفي النموذج السوري، نعم كان الدمار والخراب والتهجير لشعب عانى ما عاناه بسبب الخذلان العربي والدعم الموجه لبشار، إلا أن فكرة الثورة لا زالت في صدور الأحرار، ومراهنة حكام العرب ستخسر، إذ أن الشعوب لم ولن تنظر إلى ما حل بالشعب السوري حينما يثورون على حكامهم، وهذا ما نشاهده في ساحات مصر وشاهدناه في ساحات السودان، كما وصلت الحرية إلى ساحات الجزائر والتي لا يقل طاغيتها ظلماً عن ظلم بشار.

الشعب السوداني ثار على البشير حتى أسقطه، ولم ينظر أحراره إلى الثورة السورية وما يحل بالشعب السوري، رغم أنهم وضعوا في حسبانهم أنه قد يتكرر ذات السيناريو عندهم، لكن الحرية أقوى من أن تجابه بكلام المؤيدين.

سقط البشير وتلاه بوتفليقة الذي لم يبرح كرسيه رغم موته السريري، لكن كان للأحرار كلمة الفصل، وبوتفليقة المعروف بمواقفه المؤيدة لبشار الأسد وما يقوم به من قتل وتشريد للشعب السوري، وحينما ثار الشعب الجزائري كانوا على دراية بحجم طغيانه، لكن الثورة دخلت في الصدور.

واليوم يتكرر السيناريو في مصر، السيسي الذي استخدم مصطلح الإرهاب ومحاربة الإرهاب في سوريا، والذي إلى حد ما وصل لتأييد بشار، وكان في أحاديثه يلمح لمأساة الشعب السوري وبأنه لا يجب الخروج على الحكام، ورغم كل أحاديثه والسيطرة على مفاصل الدولة وعلى الجيش ونشره لعناصر الأمن، إلا أن هذا لم يمنع الشعب في الخروج بثورة تنادي بإسقاطه، فهل يا ترى سيسيطر على الوضع، وهو ما لا أعتقد حصوله، لأنه لا مجال للتراجع عند كل من قرر المناداة بالحرية.

ومما لا شك فيه أن شماعة تخويف الشعوب بثورة سورية ومأساة شعبها لن ينفع، على الرغم من أن انتصار الثورة السورية حتمي لكن التوقيت لم يحن، لأن إسقاط نظام عاث فساداً على مدى أربعين عاماً يحتاج لشعب لديه الصبر والجلد على المآسي، وهذا ما يحصل، فالصبر والتحمل اللذين نراهما عند الشعب السوري لم ولن يتكرر، وانتصار ثورة سورية هو انتصار لكل الثورات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل