ياسر محمد- حرية برس:
شهدت عدة مدن وبلدات في محافظة إدلب خروج مظاهرات شعبية، اليوم الجمعة، نددت بقرارات مجلس الأمن الدولي، وطالبت بإسقاط نظام الأسد وقائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، فيما منعت “الهيئة” مئات المتظاهرين من الوصول إلى معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا والتظاهر هناك، متوعدة الإعلاميين بـ”ليلة سوداء”، في الوقت الذي دعا فيه خطباء الجمعة التابعون للهيئة والمتضامنون معها إلى تأدية “زكاة الزيتون” إذ حان موعد قطافه في هذه الأيام.
وفي التفاصيل، خرجت اليوم عقب صلاة الجمعة مظاهرات في محافظة إدلب في كل من: إدلب المدينة، كفرتخاريم، معرة النعمان، ساحة معبر باب الهوى القديمة.
وقالت مصادر صحفية إن حاجزاً أمنياً تابعاً لـ”هيئة تحرير الشام” منع مئات المتظاهرين من الوصول إلى الجانب التركي من معبر باب الهوى الحدودي، ما شكل حالة غضب دفعت أشخاصاً للهتاف بشعارات منددة بـ”تحرير الشام” وقائدها “أبو محمد الجولاني”.
وذكر المصور الصحفي عمر حاج قدور أن عناصر من “تحرير الشام” التقطوا صوراً للناشطين الإعلاميين الذين كانوا في معبر باب الهوى، وتوعدوهم بـ”ليلة سوداء”.
وحاول المتظاهرون اختراق الحاجز، إلا أنّ عناصر “تحرير الشام” أبدوا إصرارهم على منعهم “مهما كلف الأمر”، ليقوم المتظاهرون بالهتاف ضدهم، ووصفهم بـ “الشبيحة”.
وتجمّع المتظاهرون، وعددهم حوالي ألف شخص، في ساحة معبر باب الهوى القديم، وهتفوا للحرية وإسقاط النظام، وحملوا لافتات كتب على بعضها: “إدلب في خطر”، و”يسقط فيتو روسيا والصين”، في إشارة إلى الفيتو الروسي الصيني الذي أسقط مشروعاً لهدنة في إدلب تقدمت به أمس كل من الكويت وبلجيكا وألمانيا.
وفي سياق قريب، وجهت وزارة الأوقاف في “حكومة الإنقاذ” العاملة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” خطباء المساجد إلى تذكير الأهالي بزكاة الزيتون، مما لاقى استنكاراً واستهجاناً شعبياً في الوقت الذي تعيش فيه محافظة إدلب ظروفاً إنسانية واقتصادية صعبة ووضعاً ضبابياً بسبب عدم معرفة ما سيؤول إليه وضع “وقف إطلاق النار”.
وكانت وزارة أوقاف “الإنقاذ” دعت أمس الخميس، خطباء الجمعة إلى تذكير الأهالي بوجوب إخراج زكاة الزيتون، وتبيين الحكم الشرعيّ حول ذلك.
وأشار التعميم إلى أن “زكاة الزيتون” تُؤدّى إلى “الهيئة العامة للزكاة” المشكّلة من قبل “الإنقاذ”، إذ تفرض الأخيرة تأدية “الزكاة” إلى الهيئة العامة، كما جرى سابقاً مع محصولي “القمح والشعير”، وفق ما ذكر موقع “بروكار برس”.
وتشهد محافظة إدلب حالياً وقف إطلاق نار، كانت روسيا والنظام الأسد قد أعلنا عنه منذ نحو أسبوعين من جانب واحد، دون أن تبدي فصائل المعارضة موقفاً رسمياً منه.
ويأتي هذا الوقف -الذي يتخلله خروقات متعددة من قبل روسيا والنظام- بعد حملة دموية استمرت لأشهر سيطرت بموجبها روسيا ونظام الأسد على عدة مناطق حيوية في إدلب وريف حماة الشمالي (مورك وخان سيخون والهبيط..)، كما أدى الهجوم إلى تهجير وتشريد نحو مليون مدني من سكان تلك المناطق والنازحين إليها، وأظهرت صور أقمار صناعية حديثة دماراً هائلاً في مدينة خان شيخون (جنوب إدلب) تؤكد أن التدمير الكلي بلغ ما نسبته 60% من الأبنية والبنية الأساسية للمدينة، ما جعل صحفيين ومراقبين يشبهونها بمدينة “غروزني” عاصمة الشيشان التي دمرتها آلة الحرب الروسية عام 1995 وجعلتها مدينة أشباح.
Sorry Comments are closed