انتهت قمة أنقرة الثلاثية التي جمعت رؤساء إيران وروسيا بالإضافة لتركيا البلد المضيف .. القمة التي تعلقت عليها آمال آلاف النازحين تحت أشجار إدلب .. لكن وكما سابقاتها لم تكن مقرراتها كما يأمل هؤلاء ولم تأت بجديد فيما يخص الوضع السوري، بل كانت مخرجاتها دون مستوى التوقعات.
قمة اللا اتفاق أو أفضل الممكن هي ما يمكن تسمية القمة به، فكل طرف من هذه الأطراف حضر إلى أنقرة يحمل أجندة مختلفة، وقد تصل لحد التعارض مع تصورات الأطراف الأخرى.
إيران التي باتت تبحث عن مكان لها في كل اتفاق حضر روحاني ليؤكد على (شرعية ) دخول المليشيات الإيرانية في سوريا وبالتالي حق إيران في أي مكاسب ينتجها الحل السياسي القادم، وكذلك لتثبيت موقفها بما يخص اللجنة الدستورية .. في المقابل يبدو بوتين وكأنه جاء ليملي شروطه على الجميع متصوراً نفسه المنتصر في الحرب التي أعلن نهايتها وزير خارجيته لافروف مستبقاً انعقاد القمة وبالتالي توزيع الأدوار في المرحلة الجديدة من الوضع السوري والمتمثلة بترتيب أوضاع الشمال السوري بالتعاون مع تركيا، وإنفاذ مشاريع إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار وهو ماتم الحديث عنه في القمة بشكل موسع، حيث طلبت تركيا دعماً لتوسيع وإدارة المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها والتي من المحتمل حسب مراقبين أن تصل تكلفتها لثلاثين مليار دولار وتستوعب أكثر من مليون لاجئ.
تركيا الحائرة بين متطلبات روسيا في الشمال وكيفية ترتيب الأوراق بوجود “هيئة تحرير الشام” والتي أعلنت رفضها للمقترحات التركية بما يخص الحل السياسي، وبين مايجري شرق الفرات والرغبة التركية في إنهاء ملف المنطقة العازلة من خلال الضغط على الأمريكان والذين حتى اللحظة يبدو أنهم يسيرون على خطا إتفاق منبج الأمر الذي أثار حفيظة القيادة التركية والتي رفعت من سقف تصريحاتها حول إمكانية الذهاب منفردة باتجاه تشكيل المنطقة العازلة.
عدم الاتفاق بدا واضحاً من خلال تصريحات الرؤساء الثلاث وإن كانت اللجنة الدستورية هي العامل المشترك في التصريحات بينها لتنقذ القمة من عدم الاتفاق التام، وما جمع الدول الثلاث هو توجيه رسائل مختلفة للسياسة الأمريكية في المنطقة وإن كان لكل منها هدف مختلف وراء تلك الرسائل.
عذراً التعليقات مغلقة