ليسوا مجرد أيقونات

محمود أبو المجد14 سبتمبر 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد

أنتجت الثورة السورية أسماء وشخصيات كان لها بصمة كبيرة في تغيير الموازين من جهة وكشف زيف النظام وكذبه من جهة أخرى، ومنهم من استشهد لكن ذكراه لا زالت باقية ومع مرور الزمن أصبحوا تاريخاً.

من أكثر الأسماء التي كان لها صدى الشهيد “عبدالباسط الساروت” والذي لم يكن اسماً عادياً، إنما “الساروت” كما شبهه البعض كان ثورة بأكملها، ذلك الشاب المتواضع الذي لم يتلون ولم يتغير، بل كان يعرف ماذا يريد، لم يكن طائفياً رغم كل الحملات التي شنت ضده إلا أنه لم يكن له أية ردة فعل على ما قيل ضده، حارب النظام بهدف الوصول للعدالة المنشودة، العدالة التي سينعم بها الشعب السوري كاملاً، المؤيد منه والمعارض، عبدالباسط الساروت عرف قيمته العدو لذلك حاول قتله بشتى السبل والوسائل، لأنه وأمثاله سبباً في رفع الهمم وشد أزر الثوار حينما تضعف الثورة في وقت من الأوقات.

الثورة السورية التي أنجبت “الساروت” هي ذاتها انجبت “غياث مطر” ابن مدينة داريا ذلك الشاب المسالم والذي قتله النظام بدم بارد لمجرد حمله لغصن الزيتون، قتله النظام من أجل فكرة ظنّ أنها محصورة به، لكنه لم يعلم أن فكرة غياث انتشرت في قلوب كل حر نادى بحنجرته من أجل نيل حريته وحرية أبناء جلدته من السوريين، وغباء النظام وصل لدرجة التفكير أنه بقتل غياث ورفقائه من الأحرار ستنتهي مسيرة ثورة فضحت قاتليهم.

أسماء كثيرة لا تعد ولا تحصى كانوا ولا زالوا نبراساً ومثالاً يحتذى، فقاشوش حماه لا زال صوته يصدح في ساحات الحرية، وحجي مارع كلماته لا تفارق ألسنة الثوار، واسمه يظهر مع أزيز الرصاص، وغيرهم كثير لا تكفي مقالة ولا كتاب ولا مجلدات لوصف بطولاتهم وأمجادهم، لكن التاريخ الذي كتبوه بدمائهم سيخلدهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل