جرائم “الشرف” بين الواقع والواجب

فريق التحرير5 سبتمبر 2019آخر تحديث :
(صورة تعبيرية)

هدى بلال- حرية برس:

تصاعدت في الآونة الأخيرة ظاهرة قتل النساء تحت عنوان ما يسمى جرائم الشرف والتي راح ضحيتها عشرات من النساء. وعادة ما يكون المنفذ لتلك الجريمة الأخوة أو الزوج، وكان آخرها جريمة قتل الشابة الفلسطينية إسراء الغريب التي عزت الأنباء قتلها بسبب مقطع فيديو مع خطيبها كانت قد نشرته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام).


عقوبات مخففة

يقول المحامي السوري منعم هيلانه لحرية برس حول نص المادة القانونية من قانون العقوبات المتعلقة بجرائم الشرف، تنص المادة القانونية ٥٤٨ من قانون العقوبات على مايلي:

يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة كل رجل فاجأ زوجته أو أخته أو أحد أقربائه بوضع يثير فيه الريبة ويفقد فيه هذا الرجل ملاحظته الفكرية والعقلية التي قد تدفعه لارتكاب جرم شائن بحقها كالقتل أو التسبب بعاهة جسدية.

ويضيف هيلانه: لقد تم تعديل المادة من العقوبة من السجن لمدة عامين إلى السجن ما بين خمسة وسبعة أعوام، وتم وقف العمل بالمادة ٥٠٨ التي تنص على وقف ملاحقة الجاني وعودة العمل لملاحقة الجاني ومعاقبته من خمس إلى سبع سنوات.

ونوه هيلانه: على الرغم من التعديل على مادة العقوبات إلا أن القانون لم يأخذ مجراه وما تزال هذه الجرائم مستمرة.

إباحة القتل أو التعزير

أما عن الحكم الديني والشرعي لما يسمى بجرائم الشرف يقول الشيخ أحمد علوان عضو المجلس الإسلامي السوري لحرية برس “تقع أحياناً حوادث قتل من بعض الأشخاص لقريباتهم بدافع الحفاظ على الشرف أو الانتقام له، حيث يفاجأ الشخص بزوجته أو إحدى محارمه كأخته أو ابنته متلبسة بجريمة الزنا مع رجل أجنبي فيقوم بقتل الفاعل وقد يقتلهما معاً، فإذا أقام القاتل بينة على جريمة التلبس بالزنا بالشهود الأربعةأو بإقرار أولياء المقتول، فأقوال الفقهاء على عدم القصاص من القاتل على أساس الدفاع عن حق الله، ومن باب الغيرة المنسجمة مع الفطرة، ولا يستطيع أن ينفك عنه، ويمكن أن يعاقب أو يعزر بما هو دون القصاص، والمحاكم تراعي هذه الحالة النفسية فتخفف الحكم عن القاتل قدر الإمكان، وأما إن لم يُقم البينة، فقد ذهب الجمهور إلى أنه يقتص منه؛ حفظاً للنفوس ومنعاً لقتلها بالظنون والشكوك في غير محلها”.

وأضاف العلوان “وأما عن حكم القتل بسبب مقدمات الزنا، من تقبيل، أو عناق، أو رسائل غرامية، أو خلوة غير شرعية، وما شابه ذلك مما ليس فيه زنا صريح، فهذا لا يحل له القتل بحال، وإنما الواجب في ذلك التعزير ممن له الولاية الشرعية، فمن قتل قريبته بسبب ذلك فقد ارتكب جريمة”.

موروث الاستبداد والقمع

وعن أسباب انتشار ما يسمى بجرائم الشرف تقول الصحفية سعاد خبية لحرية برس “تعد جرائم الشرف في مجتمعاتنا قضية كبيرة محمية بنظم الاستبداد المحمية بقوانينها المدنية التي تسهل وتساعد وتغطي ارتكاب هكذا جرائم غير مبررة وغير أخلاقية وغير إنسانية ولا يمكن لأي صفة وصف هكذا جرم وهي جريمة بحق الإنسان”.

وتضيف “الأسباب عموماً تتعلق بنظم سياسية والحريات من جانب وتتعلق بموروث ثقافي اجتماعي وديني. ومن جانب آخر تتم قراءته من زاوية معتمة بخصوص المرأة تتعلق بالإعلام وطريقة تصديره فعليا لقضية المرأة وكيان المرأة، إذا هي قضية سياسية دينية من عدة جوانب وجريمة شنيعة بحق مجتمع بأكمله وتتجلى بحق المرأة. لأنها تعتبر في مجتمعاتنا كائنا ضعيفا وكتلة هشة لأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها في مجتمع ساده المنطق الذكوري كانت كل أعرافه الاجتماعية وقوانينه ضدها”.

وتابعت خبية “لكي نثبت أننا كمجتمع انتقل من حالة الاستبداد والقمع إلى حالة الحرية علينا أن نلغي القوانين التي تخفف من عقوبة الجاني، ووضع ضوابط حقيقية للحد من هكذا جرائم التي يلعب الاعلام دورا في الإشارة اليها وتوصيفها”.

وعن رأيها في الأساليب والطرق التوعوية للحد من مايسمى جرائم الشرف قالت خبية “علينا أن نرسخ قيم الحرية قيم النبل والكرامة هنالك الكثير من القيم الإنسانية تعتبر معيارية من ناحية الشرف بالتأكيد ليست مرتبطة بجسد المرأة الذي يفترض التركيز عليه لأنه فعليا ملكها، فالمرأة كائن كامل هي ملك نفسها والشرف كقيمة إنسانية عليا أكبر من أن يكون محصورا في جزء من جسد المرأة”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل