عشرات آلاف الأطفال محرومون من التعليم شمال سوريا

فريق التحرير4 سبتمبر 2019آخر تحديث :
مدرسة قرية دير سنبل بمحافظة إدلب وقد تحولت إلى ركام نتيجة قصف طائرات الأسد الثلاثاء 28 مايو 2019 – تصوير: علاء الدين فطراوي – حرية برس©

حذرت منظمة “إنقاذ الطفل العالمية” الأربعاء من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر عدم الالتحاق بالعام الدراسي الجديد في شمال غربي سوريا نتيجة التصعيد العسكري المستمر في المنطقة منذ أشهر.

ويسود هدوء نسبي، منذ نهاية أغسطس، منطقة إدلب نتيجة وقف لإطلاق النار أعلنت عنه موسكو بعد أكثر من أربعة أشهر منذ أن بدأت قوات نظام الأسد والمليشيات الداعمة له بدعم روسي تصعيدها العسكري، ما دفع بمئات الآلاف للنزوح من منازلهم.

وذكرت منظمة “إنقاذ الطفل العالمية” في بيان لها اليوم الأربعاء أن آلاف الأطفال قد لا يتمكنون من الاتحاق بمدارسهم مع بداية العام الدراسي الجديد في شمال غربي سوريا.

ومن المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد في نهاية سبتمبر، لكن نحو نصف مدارس المنطقة باتت خارجة عن الخدمة.

وذكرت المنظمة أنه من أصل 1193 مدرسة في المنطقة، لا تزال 635 منها فقط في الخدمة، فيما تضررت 353 منها جراء القصف أو تم إخلاؤها، كما تستخدم أكثر من 200 مدرسة كملاجئ للنازحين.

وأشارت المنظمة إلى أن المدارس المتبقية قادرة على استيعاب 300 ألف من أصل 650 ألف طفل يبلغون العمر المناسب للدراسة.

وتؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريبا من النازحين. وتمسك “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) بزمام الأمور فيها سياسيا وعسكريا، كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذا.

والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر 2018، والتي نصت على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات المتشددة. إلا أنه لم يستكمل تنفيذه.

ومنذ الهجوم الذي أطلقه نظام الأسد على جنوب إدلب وشمال حماة في نيسان أبريل، وثق تجمع ثوار سوريا استشهاد أكثر من ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، وتهجير نحو مليون مدني من منازلهم نحو الحدود التركية السورية.

كما قال فريق التوثيق ورصد الانتهاكات في تجمع ثوار سوريا إنه وثق ما لا يقل عن 100 اعتداء على المراكز التربوية في محافظتي إدلب وحماة خلال فترة الحملة العسكرية التي انطلقت في نيسان الماضي وحتى نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي.

تلاميذ في طريقهم إلى مدارسهم – عدسة ابراهيم الصالح – أرشيف حرية برس

ويخشى الكثير من الأهالي اليوم إرسال أطفالهم إلى المدارس.

وقالت مسؤولة الملف السوري في المنظمة سونيا كوش: “أبلغنا الأساتذة أن الأهالي يطلبون منهم إغلاق المدارس خشية من تعرضها لهجوم”.

وأضافت “الكثير من الأطفال يتعاملون حاليا مع خسارتهم لمنازلهم، ولا يجدر بهم أن يواجهوا خوفا آخر حول احتمال أن يخسروا حياتهم إن سعوا وراء تعليمهم”.

ونقلت المنظمة عن الطفل علي، 10 أعوام، قوله: “رأيت مدرستي مدمرة، وحزنت كثيرا”، وأضاف “أحب مدرستي، وأتمنى ألا تتعرض للقصف وتدمر مرة أخرى”.

دمار كبير أصاب مدارس بلدة الحويز في سهل الغاب غربي حماة بعد استهدافها من قبل قوات الأسد بقذائف الهاون اليوم الجمعة 19-4-2018 – عدسة: مصطفى أبو عرب – حرية برس©

وأعلنت الأمم المتحدة، في الأول من أغسطس الجاري، موافقة أمينها العام أنطونيو غوتيريش على إجراء تحقيق في هجمات نظام الأسد، التي تستهدف المنشآت الصحية والمدارس شمال غربي سوريا.​

دمار كبير في ساحة مدرسة جراء قصف طائرات الأسد ومدفعيته وغارات طائرات العدوان الروسي على مدينة كفرزيتا – عدسة: علاء فطراوي – أرشيف حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل