ياسر محمد- حرية برس:
أكدت روسيا وإيران على أن مسار “أستانا” الذي يضمهما إلى جانب تركيا، هو المسار العملي الوحيد في هذه الفترة، فيما يمكن إشراك المجتمع الدولي في الشأن السوري في مرحلة “الحل السياسي”، وهو ما تورط به المبعوث الدولي إلى سوريا جير بيدرسون الذي تماهى مع مسار “أستانا” بدءاً من الاعتراف به وانتهاء بقبوله كحل عملي، وهو ما يُعد خروجاً على المقررات الأممية التي توافق عليها المجتمع الدولي في مؤتمر جنيف 2012.
ويوم أمس، شددت موسكو وطهران على أولوية مسار “أستانا”، وربطتا أي مشاركة للمجموعة المصغرة حول سوريا بالانتهاء من تشكيل “اللجنة الدستورية”.
وتعليقاً على مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا جير بيدرسون التي عرضها منذ أيام وتتضمن عقد لقاء في جنيف يجمع دول “صيغة أستانة” (روسيا وتركيا وإيران) مع “المجموعة المصغرة” التي تضم (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن)، شدد وزير الحارجية الروسي لافروف على أن اللقاء يمكن أن يعقد في حال أن يكون له “قيمة إضافية، وألا يكون ذلك مجرد “لقاء من أجل اللقاء”، وزاد أن “الاتصالات بين ثلاثي أستانة و”المصغرة” واردة بعد إطلاق عمل “اللجنة الدستورية” السورية.
من جانبه وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، أمس الاثنين، قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إنه “مستعد للاستماع لمقترحات بيدرسون”، مستدركاً أن “صيغة أستانا هي الآلية الناجحة الوحيدة للتسوية في سوريا، ويجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة لها، وذلك بعقد اللجنة الدستورية السورية في المقام الأول”.
واليوم الثلاثاء، وصل جير بيدرسون إلى طهران والتقى وزير خارجيتها جواد ظريف، ووصفت البعثة المرافقة لبيدرسون لقاءه مع ظريف بأنه “اجتماع عمل مثمر”، في وقت يعمل فيه المبعوث الأممي على وضع “اللمسات الأخيرة” على تشكيل “اللجنة الدستورية”، بحسب البعثة.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، جير بيدرسون، أكد انطلاق عمل “اللجنة الدستورية” السورية “قريباً”، وقال خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، في 30 من آب الماضي، إن اللجنة قد تتشكل قبل نهاية أيلول الحالي.
وأضاف بيدرسون خلال الإحاطة أن مشكلة الأسماء الستة قد حُلّت، وتم الاتفاق على تعيين رئيسين للجنة الدستورية، أحدهما ممثل عن نظام الأسد، والآخر ممثل عن المعارضة، دون تحديد الأسماء المرشحة لتولي المهمة.
وتحرص روسيا على تأخير الاتفاق على “اللجنة الدستورية” وتأخيرها للتحكم بوقت تفعيلها، وهو بعد الانتهاء من سحق وتدمير كافة المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، ما يعني أنها ستؤخرها حتى تحقق ما تريد في إدلب آخر قلاع المعارضة، وحينها تكون المعارضة بلا فاعلية أو قوة تذكر في مفاوضات “اللجنة الدستورية” التي لا يُتوقع منها إلا إعادة إنتاج نظام الأسد بشكل مُجمَّل ومشرعن وبختم الشريك الذي سيكون من “المعارضة”.
وتبدو روسيا متسلحة بثقة كبيرة في مشاركة “المعارضة” بشرعنة النظام مقابل مشاركة رمزية في الحكم، وتستمد هذه الثقة من مواصلة “وفد أستانا المعارض” برئاسة أحمد طعمة، حضور نسخها المتكررة على الرغم من مواصلة روسيا إعادة المناطق الثائرة إلى حظيرة النظام ومؤخراً إحراق إدلب وقتل وتهجير أهلها.
عذراً التعليقات مغلقة