لا تلوموهم.. إنهم يموتون بالقصف والخذلان

محمود أبو المجد30 أغسطس 2019آخر تحديث :
محمود أبو المجد

دعا نشطاء الثورة السورية منذ الأمس لمظاهرات في الشمال السوري المحرر رفضاً لما يحصل من مجازر وقتل وتهجير بحق الشعب الذي أبى الخنوع ورفض الذل، الشعب الذي بقي صامداً أمام آلة القتل التي لم يشهد لها مثيلاً، فالحروب النازية والعالمية وغزوات التتر والمغول لم تفعل ما يفعله نظام الأسد بالمعارضين له والذين خرجوا على حكمه.

وما حصل اليوم عند المعابر الحدودية مع تركيا ما هو إلا حالة طبيعية وردة فعل متوقعة لأن حجم القتل أكبر من أن يوصف، وشدة الغدر من كل من وضع نفسه صديقاً وضامناً كانت أكبر من أن تحتمل، وما سكوت العالم عن المجازر إلا مشاركة فيها، ولهذا لا يلام من قُتل اخوه ومن هجر من منزله تاركاً وراءه أغلى ما يملك، ولو وضع ملوك العالم ورؤساؤه بنفس الموقف لفعلوا أكثر مما فعله الشعب الثائر عند معبري “باب الهوى” و “أطمة”.

حالة القهر شديدة والألم شديد فلا تولوموهم على ما فعلوه وما قد يفعلوه في حال استمرت آلة القتل، وفي حال استمرت جريمة استباحة دماء هذا الشعب الذي كان ذنبه الوحيد أنه طالب بالحرية.

وإن من يقول لمَ نحمّل تركيا مسؤولية ما يحصل ويبرر لها خذلانها للسوريين، فهو إما يدافع عن باطل أو يكذب أو لا يعرف ان تركيا منذ بداية العام 2016 جيّرت معظم الفصائل لصالحها، وحرفت البوصلة التي كان الجميع يسير عليها وهي إسقاط النظام.

ولا يمكن إنكار الدور التركي في تسليم حلب وباعتراف روسيا، فهي حينما سحبت الفصائل المحسوبة عليها باتجاه الحدود أضعفت الجانب العسكري للثوار، وكان الاتفاق على تسليم حلب واضحاً، وكانت تركيا تبحث عن وكيل لها يقاتل لحماية حدودها، وهذا ما حصل وما زال مستمراً،.

وأوافق الكثيرين ممن يعتقدون أن من ارتهن لتركيا أصبح مرتزقاً لها، ينتظر الأوامر منها للتحرك باتجاه الجبهة التي تريدها هي، هذا عدا عن اتفاق استانة وما خلّف من خسائر في الأرواح وخسائر في الأرض، ولا سيما المحرقة التي ما زلنا نشهد فصولها الدامية.

فلا تلوموا المقتول إن دافع عن نفسه عند خروج الروح من الجسد، ففراق الأرض أصعب من القتل، ولا تبرروا للضامن الساكت عن قتل من وثقوا به.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل