حالة مزرية من المهانة والذل يعيشها نظام الأسد المقاول، فلا يكاد يمّر عليه أسبوع أو أقل دون زيارة مفاجئة للطيران الحربي للاحتلال الصهيوني، يتفقد فيها مخازن أسلحة الاحتلال الإيراني في كل بقعة من أرض سورية، أما بشار فما عليه إلا أن يطلق العنان للشريرة “بثينة شعبان” لكي تندد بالوجود التركي في سورية.
إنّ من أساليب الحرب الفعالة عنصر المباغتة والمفاجأة، فهي أوقع في النفس، وأوكد للنجاح، وتأثيرها أوقع على الأرض، أمّا اليوم فقد أصبح القصف والاستهداف معلناً مسبقاً، فها هي إسرائيل تنذر إيران وذنبها النظام السوري بأنّها ستضرب مواقع لإيران في هذه الليلة دون أن تأبه به، أو بجماعة قُم الإرهابية، ولا حتى بروسيا أيضاً.
فمساء أول أمس السبت 24/9/2019 الساعة 21:13 قام السياسي والإعلامي الصهيوني “إيدي كوهين” مؤكداً في تغريدة له على تويتر قائلاً : “شو رأيكم بشي ماس كهربائي الليلة؟ سورية أو لبنان أو العراق أو ايران؟ أين هو مكانكم المفضل؟”. ويقصد بالماس الكهربائي أي: قصف إسرائيلي لمواقع عسكرية. والماس هي كِذبة تعود أن يكذبها النظام السوري على شعبه وعلى العالم وعلى نفسه.
وما كذّب “كوهين” الخبر، ففي تمام الساعة 11:30 تقريباً، دوّت أصوات انفجارات عنيفة في منطقة المزة في العاصمة دمشق، ناتجة عن قصف للطيران إسرائيلي لمواقع للاحتلال الإيراني.
أمّا موقف النظام السوري البائس من القصف وقبله خبر تغريدة “كوهين” فهو إمّا: أنّه ليس له علاقة أو علم أو اطلاع على وسائل الاتصال الحديثة، فهو مازال يرتع في العصر الحجري، أو أنّه لا يُصدّق المصدر ولا يعتبره (لا شك أن كلاهما كاذب ولكن بشار وأعوانه أكذب من مسليمة)، أو أنّه يرفع يديه إلى الله قائلاً: اللهم أهلك الأعداء (بني صهيون) بالأعداء (بني صفيون)، وأخرجنا من بينهم سالمين، أو أنّه هناك تنسيق كبير بينه وبين اليهود في ضربها ميليشيات إيران، أو أنّه ليس له علاقة بالضارب والمضروب كما يقول المثل الشامي: “يا داخل بين البصلة وقشرتها فلا ينوبك منها إلا ريحتها” أو أنّه ليس له أي سلطة في بلده ولا على نظامه، فأيّ سيادة يتشدق بها هذا المجرم؟
أمّا الرد الصاعق على العدوان الإسرائيلي الظالم، فسيكون في المكان والزمان المناسبين كتلك السمفونية المعهودة، فالزمان هو اليوم وكل يوم، وأما المكان فهو إدلب وريفها بل كل الأراضي السورية، فسوف تسمعون الرد وبشكل قاس وجدّي وسريع على إدلب وأهلها وعلى كل سوري أبيّ قال: النظام السوري خائن.
عذراً التعليقات مغلقة