ياسر محمد – حرية برس:
زادت حدة التوتر بين “ضامني أستانا” (تركيا وروسيا) مع سيطرة قوات النظام على مدينة خان شيخون بعد انسحاب فصائل المعارضة منها صباح اليوم الثلاثاء، ومن عدة قرى وبلدات بريف حماة الشمالي، ما وضع تركيا في موقف حرج نتيجة استهداف رتل عسكري لها كان متوجهاً إلى خان شيخون وتم استهدافه ومنعه من الوصول، كما أصبح مصير نقطة المراقبة التركية رقم “9” مهدداً.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن تنقل موقع نقطة المراقبة العسكرية رقم 9 في شمال غرب سوريا بعد أن تعرض رتل للهجوم أثناء محاولة الوصول إليها.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن ضربة جوية على الرتل العسكري التركي أمس الاثنين أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين مع تحرك الآليات جنوباً صوب نقطة المراقبة القريبة من خان شيخون.
وأضافت أن تركيا أرسلت الرتل للإبقاء على طرق الإمدادات مفتوحة وتأمين موقع المراقبة وحماية المدنيين بعد هجوم قوات النظام على المنطقة.
وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في أنقرة: “على النظام السوري ألا يلعب بالنار وسنفعل كل ما يلزم من أجل سلامة جنودنا”.
وأكد أن تركيا “لا تنوي نقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب السورية إلى مكان آخر” وفق وكالة الأناضول.
وأضاف: “نجري اتصالات على كافة المستويات” مع روسيا على خلفية واقعة الهجوم على الرتل العسكري.
إلا أن روسيا التي تصر على احتلال إدلب على الرغم من توقيعها اتفاقية “هدنة” حولها مع تركيا في أيلول 2018، قالت على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إن لها جنوداً على الأرض في محافظة إدلب، وإنها ستواصل العمليات العسكرية في المنطقة.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله اليوم الثلاثاء، إنه يوجد أفراد من الجيش الروسي متمركزين في محافظة إدلب السورية وإن موسكو تتابع الوضع عن كثب.
ونسبت الوكالة إلى لافروف قوله إنه “سيتم التصدي بقوة لأي هجمات تنفذها جماعات إسلامية متشددة في منطقة خفض التصعيد بإدلب”.
وتتخذ موسكو من تنظيم “هيئة تحرير الشام” ذريعة لمهاجمة إدلب، علماً أنها أبادت الحياة المدنية وهجرت نحو مليون مدني حتى الآن.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حصيلة الهجمات الروسية وقوات النظام على أرياف إدلب وحماة خلال الشهر الأربعة الماضية، إذ قصف النظام جنوب إدلب بـ 3200 برميلاً متفجراً خلال 110 أيام (غير القصف الروسي بالعنقودي 22 مرة والحارق والصواريخ الرجاجة) بمعدل 29 برميل متفجر في اليوم تقريباً.
ويبدو بوتين مصراً على مواصلة إبادة إدلب، إذ رد أمس على نظيره الفرنسي مانويل ماكرون للتهدئة في إدلب، بأن روسيا ستواصل “دعم قوات النظام” في إدلب وأنها مصرة على المضي قدماً “ضد المتشددين”.
فيما رأى محللون أن روسيا “تعاقب” تركيا على إبرام اتفاق “المنطقة الآمنة” شرق الفرات مع الولايات المتحدة.
وستكشف الأيام القليلة القادمة الموقف التركي وصلابته الذي ستحدده إلى درجة بعيدة نقاط المراقبة المنتشرة في المناطق التي سيطر عليها النظام حديثاً، تبقى أم تنسحب.. وكذلك الموقف من تمدد روسيا والنظام إلى مزيد من مناطق “خفض التصعيد” بإدلب، فهل ستستطيع أنقرة كبح حليفها وعقد صفقة جديدة معه أم أن ملف إدلب ماضٍ نحو حل عسكري نهائي؟.
عذراً التعليقات مغلقة