الكلام البعيد
قصيدة للشاعر السوري عبد القادر الحصني
الكلامُ البعيدْ
حين أيقن أنّي بمُنْقَطَعٍ من خطايَ إليهِ
رثى لي
ورقَّ لحالي
وأومى لبعض مراياهُ
أن تلبس الأمرَ بين رؤاي وبين رؤاهُ
فأنسى الذي شفّني من هواهُ
وينقطع الحبلُ بين المراد وبين المريدْ
الكلامُ البعيدْ
غاب عاماً وعامين
غاب ثلاثين عاماً، وعادَ
فألفى فمي وردةً لاتقولُ
وجسمي عراه النحولُ
فأرسل منّي إليّ رسولاً
ليخبرني أنّه لايطالُ
وأنّ سواه جميلُ
فأعرضتُ عن زيزفون الغواياتِ
مثل الشريد
اعترته فجاءةُ أن لا بريدْ
يوم عيدْ
الكلامُ البعيدْ
سوف يلقى على طرف الأرض شيخاً على شكل نهرٍ، فيأخذه في شعاف الجبالِ إلى بركة علّقتها الينابيعُ في حيث لا فوق لا تحتَ إلا يد الشيخ، تنزع عنه ادعاءاته واحداً واحداً ، ثم حتى إذا هو عريانُ
قال له الشيخ: انظرْ
فلما رأى الماء، لم يرَ في الماء صورته
قال: اصغِ ، فأصغى لصمتٍ مديدْ
صدقوني: هو الآن في البابِ
لايتذكّر ماذا يريدْ
/ إلا إذا قلته من جديدْ /
الكلامُ البعيدْ.
** *** **
- الكلام البعيد – قصيدة للشاعر السوري عبد القادر الحصني – مجموعة “ينام في الأيقونة” – إصدارات دار الرائي للدراسات والترجمة والنشر – 2000م.
الشاعر عبد القادر الحصني في سطور
أحد أبرز الشعراء السوريين والعرب المعاصرين.
من مواليد مدينة حمص في العام 1953.
عمل سكرتير تحرير لمجلة الثقافة السورية وأمين سر لجمعية الشعر باتحاد الكتاب العرب بدمشق ورئيس تحرير لدوريات الاتحاد.
صدر له العديد من المجموعات الشعرية، أبرزها: بالنار على جسد غيمة في العام 1976، الشجرة وعشق آخر، العام 1980، ماء الياقوت، في العام 1998، ينام في الأيقونة، العام 2000، سارقو النار، العام 2014.
صدر له مجموعة قصص للأطفال بعنوان: علاء الدين وسر المدينة النائمة في العام 1985.
Sorry Comments are closed