النظام يلغي “هدنة إدلب” وتركيا تحذر من “مأساة”

فريق التحرير5 أغسطس 2019آخر تحديث :
رجل مسن يقف مذهولاً وسط الدمار الذي خلفه قصف طائرات حربية ومروحية تابعة لنظام الأسد لبلدة محمبل بريف إدلب يوم الجمعة 5 يوليو 2019 – عدسة حنين السيد-حرية برس©

ياسر محمد- حرية برس:

أعلنت قوات الأسد، اليوم الاثنين، إلغاء اتفاق “وقف إطلاق النار” واستئناف عملياتها العسكرية في محافظة إدلب، بعد اتهام فصائل المعارضة بخرق الاتفاق وعدم الالتزام باتفاق “سوتشي13”. في الوقت الذي حذرت فيه تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو من حصول مأساة في محافظة إدلب، نتيجة حملة النظام وروسيا على المنطقة.

وفي التفاصيل، قالت قوات النظام في بيان رسمي صدر عن “القيادة العامة” لقوات الأسد نقلته وكالة “سانا”، اليوم الاثنين، إن “الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، بمختلف مسمياتها، وسترد على اعتداءاتها، وذلك بناء على واجباتها الدستورية في حماية الشعب السوري وضمان أمنه”!.

وقالت وكالة رويترز بعد ظهر اليوم، إن قوات الأسد استأنفت عملياتها القتالية في شمال غرب سوريا متهمة تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق “وقف إطلاق النار”.

لتكون بذلك “هدنة” سوتشي13 أقصر هدنة ثبتت ولو شكلياً، إذ لم تستمر أكثر من ثلاثة أيام، حيث اتفقت الأطراف الضامنة لمسار “أستانة” يوم الجمعة الماضي، 2 من آب، على هدنة في محافظة إدلب شمالي سوريا، التي تشهد معارك منذ 29 من نيسان الماضي.

وقبل إلغاء الهدنة بساعات، حذر وزير الخارجية التركي من نقضها، وقال الوزير التركي في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك الحادي عشر: “أود أن أحذر الجميع من أن أي مأساة إنسانية ستشهدها إدلب ستكون أفظع مما حدث في 2015، وأشد وقعاً من سابقاتها”.

وفي العام 2015 دارت معارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام في إدلب، بعد تشكيل “جيش الفتح”، والذي سيطر حينها على معظم المحافظة، وتوسعت عملياته لتشمل سهل الغاب في محافظة حماة، وأدت المواجهات إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى تركيا.

وفيما لم يصدر حتى الآن رد فعل عن الفصائل المعارضة المقاتلة في المنطقة، قال قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، في مؤتمر صحفي عقده أول من أمس السبت، إن الفصائل لم تسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى عمق 20 كم كما طلبت روسيا والنظام، مؤكداً أن الفصائل جميعها أعدت نفسها لمعركة “طويلة الأمد”.

وحول موقف “هيئة تحرير الشام” من الهدنة التي تم التوصل إليها قبل يومين في مباحثات أستانا الأخيرة، اعتبر الجولاني أن أستانا لم يكن لها أي دور في تطبيق الهدنة، وأن النظام طلب الهدنة من المعارضة أكثر من 3 مرات ولكنها لم توافق، وتابع “لكن رأينا القرار الصائب حالياً في الهدنة وهذا ما اتفقت عليه جميع الفصائل”.

يذكر أن الحملة التي تشنها روسيا ونظام الأسد منذ أكثر من ثلاثة أشهر على منطقة إدلب وسهل الغاب بريف حماة، أدت إلى استشهاد أكثر من 1150 مدنياً ونزوح نحو 750 ألفاً، كما حولت قرى وبلدات بأكملها إلى أطلال.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل