منذ أيام قادتني الصدفة البحتة إلى سماع رأي مدرب منتخب “سوريا” الذي تحول إلى منتخب نظام الاسد، أو كما يطلق عليه الشارع الثوري منتخب “البراميل”
المدرب الذي يعرف الجميع أنه من أفشل اللاعبين الذين مروا على الكرة السورية يقول لأحد إعلاميي النظام، الذي نقل له رغبة جماهير اللعبة في مناطق النظام في استقالته بسبب الفشل الكبير للمنتخب تحت قيادته: “فجر إبراهيم المدعوم مخابراتياً هو أكبر من اتحاد كرة القدم الذي أتى به وهو أكبر من الإعلام الرياضي”.
سأل المدرب الصحفي إذا ما كان مصدر حديثه شبكات التواصل الاجتماعي، وعندما كانت الإجابة نعم قال له بصيغة غير المهتم: “حكي فاضي”، أي أنه لايهتم لأمرهم، ما اضطر الصحفي إلى إجراء لقاءات مع أشخاص طالبوا باستقالته، لكن جواب المدرب “المخضرم” كان جاهزاً أيضاً: أنا “بدي حدى يفهم بكرة القدم حتى يقيمني”!
ذكرني هذا الحديث بسياسيي وقياديي الائتلاف الوطني السوري حين يهاجمون السوريين بدلاً من الدفاع عنهم، ويتهمون منتقديهم أنهم ذباب إلكتروني وأن غرضهم الفتنة؛ حيث يتصدى عدد من هؤلاء لجميع عمليات النقد والاستقالة وكأنهم يقولون “لا يهمني مايكتبه هؤلاء من هرا”،ء وفي أحسن الأحوال يطالبون بخبراء فنيين لتقييم حالة الانبطاح التي وصلوا إليها. هل من فرق بين “فجر إبراهيم” وقيادات الائتلاف والمدافعين عنهم سوى بالادعاء أن كلاً منهم قلبه على الوطن وأهله؟
منذ يومين سقط المنتخب بقيادة “فجر إبراهيم” سقوطاً مدوياً بخسارته في غرب آسيا بهدفين من منتخب لبنان الأضعف منه فنياً وتاريخياً “حسب ادعاء الاتحاد الرياضي”، ما أدى إلى إقالة اتحاد كرة القدم.
استقال اتحاد كرة القدم وما يزال “فجر إبراهيم” مدرباً، فهل نتفاءل باستقالة أعضاء الائتلاف وبقاء قياداته، أم أن السقوط المريع للائتلاف لايهم من هم في قياداته وينتظرون فنيين من أجل تقييمهم؟
يتعامل سياسيو المعارضة السورية مع الشارع الثوري بمنطق أنا أو لا أحد، وهذا يشبه التعامل في مؤسسات النظام، كذلك يستقوي هؤلاء بالفصائل المسلحة على كل من ينتقدهم محولين إياها إلى فروع أمنية تخدم مصالحهم.
الشبه الكبير بين المنتخب والائتلاف لا يتوقف على العقلية التي يدار بها كليهما، بل حتى في طريقة الإدارة وتبادل الأدوار؛ فمنذ سنوات والمنتخب يتداور على تدريبه شخصان اثنان مع مرور البعض ككومبارس فترات محدودة. فعندما يكون “أيمن حكيم” مدرباً لمنتخب الرجال يكون “فجر” مستشاراً، وعندما يكون “فجر إبراهيم” مدرباً لمنتخب الرجال يكون “الحكيم” مدرباً للمنتخب الأولمبي.
هذه الطريقة في اللعب، التي تشبه طريقة المغني الشعبي “الكيصر” والمعروفة بالـ “ون ون تو” حسب صفحته الساخرة تشبه تبادل الأدوار بين الائتلاف والحكومة المؤقتة وتداور الكراسي والمصالح فيها، فمتى نستطيع القول: “رحل الائتلاف وبقي فجر إبراهيم”؟
Sorry Comments are closed