قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الغرب لا يريد لتركيا أن تكون دولة ديمقراطية قوية، إلا أن تركيا تثير بخطى ثابتة نحو أهدافها التي وضعتها للعام 2023.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة “تي آر تي” التركية الحكومية، الخميس، وأضاف أن عملية التحول الديمقراطي هي مسيرة شاقّة تتطلب تفاعل جميع شرائح المجتمع، مشيرًا أن الشعب الذي يحقق ذلك التحوّل لا يستطيع التنازل عنه بعد ذلك، ويرمي نفسه تحت مجنزرات الدبابات للحفاظ على مكتسباته، وهذا هو حال الشعب التركي، الذي تصدى لدبابات الانقلابيين ليلة 15/16 تموز/ يوليو الماضي.
وحول فتح الله غولن، زعيم تنظيم الكيان الموازي، قال الرئيس التركي “لا داعي للمبالغة بحجم غولن ودوره، فهو كشخص لا يمتلك القدرة على ترتيب كل ما حدث، هو مجرد بيدق يدار من قبل إحدى الجهات” (لم يسمها) لزعزعة الاستقرار في تركيا.
وأضاف إن الجهة التي تستغل غولن في هذه الأوقات، تستغله للتنغيص على تركيا، فهي لا تريد السماح لبلدنا أن يصبح قويًا معافى، بل يودون تقسيم هذا البلد وكسر روح التضامن فيه وتمزيق حدته الوطنية.
وحول إمكانية هروب غولن من الولايات المتحدة قال أردوغان “إن موضوع غولن بات على عاتق الولايات المتحدة، فلو تحقق فعل الهروب فعليًا، وقتها أتساءل كيف ستبرر الولايات المتحدة ذلك؟”.
وجدد أردوغان مطالبته الولايات المتحدة بتسليم غولن لتركيا، وقال: سلمنا الولايات المتحدة الوثائق المطلوبة، وننتظر ما سيفعله أوباما، لقد سلمناهم سابقًا الإرهابيين الذين طلبوهم، لم نقل لهم أرسلوا لنا وثائق بحقهم، والآن نقول لأمريكا لا داعي لإطالة هذا الموضوع”.
وعن المدارس التابعة لتنظيم غولن في الكثير من دول العالم، قال الرئيس التركي: “إن تلك المدارس ستتحول إلى خطر كبير في المستقبل، ونحن نُذكرهم منذ الآن”، محذراً تلك الدول من أنها ستدفع الثمن، في حال لم تتخذ التدابير اللازمة بحق المدارس التابعة للتنظيم.
وأشار في هذا الصدد إلى أن باكستان، والسودان، والصومال أقدمت على إغلاق مدارس تنظيم “غولن”، وأن دول البلقان ستشهد خطوات مشابهة في الأيام القادمة.
وحول علاقات بلاده مع موسكو والزيارة المرتقبة إلى روسيا (9 أغسطس/ آب الجاري)، لفت أردوغان أن حادث إسقاط المقاتلة الروسية التي احترقت الأجواء التركية وما أعقبه من توتر في العلاقات الثنائية بين البلدين، كان حادثًا “غير مرغوبٍ به”، وأن العلاقات التركية الروسية مهمة جدًا بالنسبة لقضايا المنطقة. مشيرًا أن مجموعة من الملفات سيتم حلها خلال زيارته إلى روسيا.
كما نوه الرئيس التركي إلى أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية بدأت ببث أخبار عارية عن الصحة، منذ اللحظة الأولى للمحاولة الانقلابية.
إلى ذلك، انتقد الرئيس التركي، التصريحات التي “تُطلق جزافاً” من لندن وباريس وعواصم غربية أخرى، ضد بلاده عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف الشهر الماضي، داعياً المعنيين إلى زيارة تركيا للاطلاع على الحقائق على أرض الواقع، وقال “أرسلوا ممثليكم ليروا ما فعله الانقلابيون ببلد ديمقراطي، وضد النظام ديمقراطية برلماني، على أرض الواقع”.
ورفض أردوغان إضعاف جهاز الاستخبارات عبر قيام البعض بتوجيه انتقادات لاذعة بشكل متواصل للجهاز، عبر برامج القنوات التلفزيونية، مبيناً أنه أقر منذ البداية بوجود ضعفٍ استخباراتي، وأن هذا الضعف يوجد في العديد من أجهزة الاستخبارات حول العالم، فلولا وجود ثغرات استخبارية لما وقعت هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وغيرها.
وأضاف في هذا الصدد: “يمكننا أن نقوم بتنسيق الجهد الاستخباراتي تحت مظلة واحدة، ولقد قدموا (الحكومة) لي اليوم مشروعاً بهذا الخصوص، وسنقوم بإجراء تقييم ودراسة الموضوع مع السيد رئيس الوزراء” (بن علي يلدريم).
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
الأناضول
عذراً التعليقات مغلقة