وسط محرقة إدلب.. “الجيش الوطني” يستعجل معركة شرق الفرات!

فريق التحرير24 يوليو 2019آخر تحديث :
متطوع في الدفاع المدني يحمل طفلة ناجية من قصف الطيران الحربي لمدينة أريحا بمحافظة إدلب يوم الأربعاء 24 يوليو 2019

ياسر محمد – حرية برس:

أثارت تصريحات لقيادي في “الجيش الوطني” حول دعم عملية عسكرية محتملة شرق الفرات، سخط قسم كبير من سكان الشمال المحرر والذي يتعرض لحملة إبادة مستمرة من قبل روسيا ونظام الأسد، وعسكت ردود الأفعال تساؤلاً جوهرياً حول تبعية “الجيش الوطني” المعارض وأولوياته، هل هي تحرير سوريا وحماية مدنيي إدلب وجوارها أم تحقيق الأجندة التركية في مناطق بعينها!.

فبعد الإعلان عن فشل المباحثات التركية- الأميركية حول “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات، قال القيادي في “الجيش الوطني”، مصطفى سيجري: “ندعم رؤية الحلفاء في الجمهورية التركية حول المنطقة الآمنة، ونؤيد تصريحات السيد تشاويش أوغلو القاضية بضرورة البدء بالإجراءات العملية، ونؤكد على الاستعداد الكامل للبدء بعملية عسكرية واسعة إلى جانب الحلفاء، ونرفض محاولات بعض المسؤولين الأمريكان تجاهل معاناة شعبنا لصالح قادة بي كي كي”.

لتأتي الردود من سياسيين وأهالي من الشمال السوري، مذكرين سيجري بمحرقة إدلب المستمرة.

وضمنت المعارضة عليا منصور تغريدة سيجري وعلقت عليها بالقول: “شو صار بخصوص الدور الضامن الذي يلعبه (الحلفاء) بمناطق خفض التصعيد؟ أم أن مئات الشهداء بسبب قصف حليف الحليف أمر لا يستدعي الوقوف عنده؟”.

وكان وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو، قال اليوم الأربعاء، إن مباحثات “المنطقة الآمنة” مع الجانب الأميركي فشلت.

وأضاف تشاويش أوغلو في مؤتمر صحفي اليوم، أن تركيا لم تتوصل بعد لاتفاق بخصوص المنطقة الآمنة شرق الفرات مع الأمريكيين.

وأوضح أن “الاقتراحات الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا وعمقها وإدارتها لم تصل لمستوى طمأنتنا”.

وأشار أوغلو إلى أن المقترحات كانت بتسيير دوريات مشتركة في مدينة منبج، في حين أن إخراج قوات “وحدات حماية الشعب” من أكثر القضايا الحساسة لتركيا.

وأكد الوزير التركي أنه يجب التوصل إلى تفاهم مع واشنطن بشأن المنطقة الآمنة في أقرب وقت، لأن صبر تركيا نفد.

وكان وزير الخارجية التركي قد هدّد، الاثنين، بأن عملية عسكرية ستبدأ شرق نهر الفرات إذا لم تُنشأ “منطقة آمنة” في شمال سوريا وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها بلاده.

وشهدت المباحثات يوم أمس تفاؤلاً كبيراً وصل لدرجة الإعلان رسمياً عن حدوث اتفاق، قبل نفيه اليوم.

فقد قالت وزارة الدفاع التركية، أمس، إن أعمال إنشاء المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمال شرقي سوريا، قد بدأ “فعلياً”.

وأكّدت الوزارة في بيان أمس الثلاثاء، أن العسكريين الأتراك والأمريكان اجتمعوا في أنقرة وبدؤوا أعمال إنشاء المنطقة الآمنة، وأن المناقشات ستستمر في الأيام المقبلة.

من جهتها، قالت السفارة الأمريكية لدى أنقرة إن المباحثات التي أجراها المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، في تركيا، كانت “صادقة وإيجابية ومثمرة”.

جاء ذلك في بيان حول مباحثات أجراها جيفري والوفد المرافق له مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة، بين 22 و24 تموز/ يوليو الجاري، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

وأشارت السفارة الأمريكية إلى انعقاد الاجتماع الخامس لمجموعة العمل رفيعة المستوى حول سوريا بين الوفدين التركي والأمريكي.

وأكدت التزام الطرفين بالتقدم السريع والملموس لخريطة طريق منبج، وتناولهما المقترحات المفصلة من أجل زيادة الأمن على الحدود التركية مع سوريا.

يذكر أن توتراً كبيراً يسود على طول الحدود السورية التركية، إذ تواصل القوات التركية من جهة، وميليشيات “قسد” من جهة أخرى التحشيد على طرفي الحدود، تزامناً مع تحرش استباقي من قبل “قسد” تمثل بقصف مناطق سكنية في الأراضي التركية المحاذية للحدود.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل