ياسر محمد – حرية برس:
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، إن جهوداً تُبذل من أجل إعادة العلاقة بين الحركة ونظام الأسد، مبدياً أسفه على قطع العلاقة من الأساس إبان الثورة السورية، وأتت تصريحات الزهار قبيل زيارة وفد من الحركة إلى موسكو برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، ربما تناقش إعادة العلاقة مع نظام الأسد، وإن كانت مغطاة بهدف معلن هو “مجابهة صفقة القرن”.
وفي التفاصيل، قال محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” والذي شغل منصب وزير خارجية فلسطين عقب فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2007، في حوار أجراه مع موقع “النهضة نيوز”، هذا الأسبوع، إن “الأسد وقبل الأزمة فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى ألا نتركه وأنْ لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة”، وفق ما أورد موقع تلفزيون سوريا.
ودعا الزهار إلى “ترتيب العلاقات مع كل من يقف مع فلسطين ويعادي الاحتلال الإسرائيلي”، مثل سوريا ولبنان وإيران، على حد قوله، في إشارة إلى ما يسمى “محور المقاومة” الذي فتك بالسوريين عقب اندلاع الثورة عام 2011.
وأضاف الزهار: “أعتقد أن هناك جهوداً تبذل لإعادة العلاقة بين حماس وسوريا، لكن هناك أناس مجروحة من الموقف وما آلت إليه العلاقة (نظام الأسد)”.
وبحسب ما نقله موقع تلفزيون سوريا، فقد أثنى الزهار في مجمل حديثه على نظام الأسد، الذي يرى أنه قدّم الدعم للفلسطينيين والتنظيمات الفلسطينية.
وفي إشارة أخرى إلى التقارب المحتمل والاستجداء “الحمساوي” لنظام الأسد وحلفائه، كشف قيادي في حركة حماس، اليوم الجمعة، عن تفاصيل الزيارة التي يقوم بها وفد قيادي رفيع إلى روسيا برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
وفي تصريحات خاصة لموقع “عربي21″، قال القيادي في الحركة سامي أبو زهري، إن الزيارة “تأتي في سياق التواصل والعلاقات الثنائية بين كلا الطرفين”، إضافة إلى “الرغبة في تقييم المستجدات والتطورات السياسية في المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية”.
وأشار أبو زهري إلى أن زيارة وفد حماس “تكتسب أهمية خاصة؛ لأنها تأتي في ظل المحاولاوت الأمريكية لفرض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية”، وفق تعبيره.
إلا أن متابعين للشأن السوري والفلسطيني أكدوا أن “حماس” تسعى إلى عقد صفقة في موسكو للتقرب من نظام الأسد و”حزب الله” لإعادة العلاقة إلى ما كانت عليه قبل 2011.
وفي شهر حزيران الفائت، شنت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام، هجوماً على حركة حماس وموقفها من الثورة السورية، ليرد إعلام حماس بهجوم مماثل.
وقالت وكالة “سانا” بعد تعثر “المصالحة” بين حماس ونظام الأسد، إن “موقف سوريا بني في السابق على أن حماس حركة مقاومة ضد إسرائيل، إلا أنه تبين لاحقاً أن الدم الإخواني هو الغالب لدى هذه الحركة، عندما دعمت الإرهابيين في سوريا، وسارت في المخطط نفسه الذي أرادته إسرائيل”.
وأعادت صفحة “الرئاسة السورية” تصريحات سابقة لرأس النظام بشار الأسد، قال فيها إننا “كنا ندعم حماس ليس لأنهم إخوان، كنا ندعمهم على اعتبار أنهم مقاومة، وثبت بالمحصلة أن الإخوانجي هو إخوانجي في أي مكان يضع نفسه فيه”.
وردت حماس مباشرة على هجوم إعلام النظام، وقال القيادي في الحركة نايف الرجوب، في تصريحات نقلها موقع “الخليج أونلاين”: إن “العلاقات مع النظام السوري لن تعود، وما يُنشر بالإعلام مجرد كلام لا أساس له من الصحة”.
وأكد أن “النظام السوري الحالي لم يعد له أي وزن أو قيمة، ومن الخطأ التعويل عليه أو التقرب منه”، مضيفاً: “الملف السوري (النظام) استُهلك تماماً، وأصبح رهاناً خاسراً”.
وتشير التصريحات المتناقضة لقياديي الحركة إلى وجود تفاوت كبير ووجهات نظر متضادة فيما يخص إعادة علاقات الحركة مع نظام الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة